الحذاق، من الأئمة ومن تبعهم بإحسان; إنها باطلة في العقل، مبتدعة في الشرع ... إلى أن قال:
ومن شأن أهل البدع: أنهم يبتدعون أقوالا، يجعلونها واجبة في الدين، بل يجعلونها من الإيمان الذي لا بد منه، ويكفرون من خالفه بها، ويستحلون دمه، كفعل الخوارج والجهمية والمعتزلة وغيرهم ... مقطعا أخذ منه ما قصد به اللبس والتضليل، وترك منه ما فيه البيان والتفصيل.
وما وجدنا لنقل هذا الرجل لكلام شيخ الإسلام وغيره، محملا حسنا يحمل عليه، ولا حاجة لذلك دعته إليه، إذ ليس في جزيرة العرب وما حولها، من يرى رأيا ويكفر الصحابة وغيرهم، من أهل الإيمان بالذنوب، التي لا يكفر صاحبها، ولا من يقول بالمنْزلة بين المنْزلتين، وينكر القدر، كالمعتزلة، ولا من يجحد صفات الرب تعالى كالجهمية، ولا من يغلو في أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ويدعي فيهم الإلهية، كالرافضة.
فإذا كان ذلك كذلك، علم: أنه إنما أراد بهذه النقول، أهل هذه الدعوة الإسلامية، التي ظهرت بنجدنا، فانتفع بها الخلق الكثير، والجم الغفير من هذه الأمة، وتمسكوا فيها بالأصول، من الكتاب والسنة، وتأيدوا بإجماع سلف الأمة، وما قرره أتباع السلف من الأئمة، كشيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه العلامة: محمد بن قيم