قال الخلال: وحدثنا أبو بكر المروذي قال: سمعت أبا عبد الله، وقيل له: إن عبد الوهاب قد تكلم، وقال: من زعم أن الله كلم موسى بلا صوت، فهو جهمي، عدو لله، وعدو للإسلام; فتبسم أبو عبد الله، وقال: ما أحسن ما قال! عافاه الله.

وقال عبد الله بن أحمد، سألت أبي، عن قوم يقولون: لما كلم الله موسى، لم يتكلم بصوت; فقال أبي: بل تكلم تبارك وتعالى بصوت، وهذه الأحاديث نرويها كما جاءت; وحديث ابن مسعود: إذا تكلم الله بالوحي، سمع له صوت كجر السلسلة على الصفوان ; قال أبي: الجهمية تنكره; قال أبي: وهؤلاء كفار، يريدون أن يموهوا على الناس، من زعم أن الله لم يتكلم، فهو كافر; إنما نروي هذه الأحاديث كما جاءت.

قلت: وهذا الصوت الذي تكلم الله به، ليس هو الصوت المسموع من العبد; بل ذلك صوته، كما هو معلوم لعامة الناس; وقد نص على ذلك الأئمة، أحمد وغيره; فالكلام المسموع منه هو كلام الله، لا كلام غيره، كما قال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ} [سورة التوبة آية: 6] ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ألا رجل يحملني إلى قومه، لأبلغ كلام ربي؟ فإن قريشا منعوني أن أبلغ كلام ربي "1 رواه أبو داود وغيره.

وقال البخاري في كتاب خلق الأفعال: يذكر عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015