وقال الخلال في السنة: أخبرني علي بن عيسى أن حنبلا حدثهم قال: سمعت أبا عبد الله يقول: من زعم أن الله لم يكلم موسى فقد كفر بالله، وكذب القرآن، ورد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره، يستتاب في هذه المقالة، فإن تاب وإلا ضربت عنقه. قال: وسمعت أبا عبد الله قال: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى} [سورة النساء آية: 164] ، فأثبت الكلام لموسى، كرامة منه لموسى ثم قال تعالى بعد كلامه: تكليما. قلت لأبي عبد الله: الله عز وجل يكلم عبده يوم القيامة؟ قال: نعم; فمن يقضي بين الخلائق إلا الله عز وجل، يكلم عبده ويسأله، الله متكلم، لم يزل الله يأمر بما شاء ويحكم، وليس له عدل ولا مثل، كيف شاء، وإذا شاء. قال الخلال: أخبرنا محمد بن علي بن بحر، أن يعقوب بن بختان حدثهم، أن أبا عبد الله سئل: عمن زعم أن الله لم يتكلم. قال: بلى، تكلم بصوت; وهذه الأحاديث كما جاءت، نرويها، لكل حديث وجه; يريدون أن يموهوا على الناس; من زعم أن الله لم يكلم موسى، فهو كافر; حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن عبد الله، يعني ابن مسعود، قال: "إذا تكلم الله بالوحي، سمع صوته أهل السماء، فيخرون سجدا، حتى إذا فزع عن قلوبهم، قال: سكن عن قلوبهم، نادى أهل السماء: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق، قال: كذا، وكذا".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015