النبي صلى الله عليه وسلم: " أن الله ينادي بصوت يسمعه من بعد، كما يسمعه من قرب "1، وليس هذا لغير الله عز وجل، قال أبو عبد الله البخاري: وفي هذا دليل على أن صوت الله لا يشبه أصوات الخلق، لأن صوت الله يسمع من بعد، كما يسمع من قرب، وأن الملائكة يصعقون من صوته، فإذاً ينادى الملائكة، ثم يصعقون قال: {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً} [سورة البقرة آية: 22] فليس لصفة الله ند ولا مثل، ولا يوجد شيء من صفاته في المخلوقين.
ثم روى بإسناده حديث عبد الله بن أنيس، الذي استشهد به في غير موضع من الصحيح، تارة يجزم به، وتارة يقول: ويذكر عن عبد الله بن أنيس قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "يحشر الله العباد، فيناديهم بصوت يسمعه من بعد، كما يسمعه من قرب: أنا الملك، أنا الديان; لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة، وأحد من أهل النار يطلبه بمظلمة " وذكر الحديث الذي رواه في صحيحه، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقول الله يوم القيامة: يا آدم، فيقول: لبيك، وسعديك; فينادى بصوت: إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار; قال: يا رب، وما بعث النار؟ قال: من كل ألف - أراه قال - تسعمائة وتسعة وتسعين، فحينئذ تضع الحامل حملها {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} "2.
وروى أبو جعفر بن جرير في تفسيره، عن ابن