ومفعول، وخلق ومخلوق، بل المخلوق عين الخلق، والمفعول عين الفعل، ونحو ذلك، وابن كلاب ومن اتبعه وافقوهم على هذا، وخالفوهم في إثبات الصفات; وكان ابن كلاب، والحارث المحاسبي، وأبو العباس القلانسي، وغيرهم يثبتون مباينة الخالق للمخلوق، وعلوه بنفسه فوق المخلوقات.

والأشعري وأئمة أصحابه، كأبي الحسن الطبري، وأبي عبد الله بن مجاهد الباهلي، والقاضي أبي بكر متفقون على إثبات الصفات الخبرية التي ذكرت في القرآن، كالاستواء، والوجه، واليدين، وإبطال تأويلها، ليس لهم في ذلك قولان أصلا; ولم يذكر أحد عن الأشعري في ذلك قولين أصلا، بل جميع من يحكي المقالات من أتباعه وغيرهم، يذكر أن ذلك قوله.

وأما مسألة: قيام الصفات الاختيارية، فإن ابن كلاب، والأشعري، وغيرهما ينفونها، وعلى ذلك بنوا قولهم في مسألة القرآن وبسبب ذلك وغيره تكلم الناس فيهم، بما هو معروف في كتب أهل العلم، ونسبوهم إلى البدعة وبقايا بعض الاعتزال فيهم، وشاع النّزاع في ذلك بين عامة المنتسبين إلى السنة من أصحاب أحمد وغيرهم.

وممن كان يوافق على نفي ما يقوم به من الأمور المتعلقة بمشيئته وقدرته: القاضي أبو يعلى، وأتباعه كابن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015