عقيل، وأبي الحسن بن الزاغوني، وأمثالهم، وإن كان في كلام القاضي ما يوافق هذا تارة، وهذا تارة; وممن يخالفهم في ذلك: أبو عبد الله بن حامد، وأبو بكر عبد العزيز، وأبو عبد الله بن بطة، وأبو عبد الله بن مندة، وأبو نصر السجزي، ويحيى بن عمار السجستاني، وأبو إسماعيل الأنصاري، وأبو عمر بن عبد البر، وأمثالهم; وقد ذكر أبو عبد الله الرازي عن بعض المتفلسفة أن إثبات ذلك يلزم جميع الطوائف، وإن أنكروه، وقرر ذلك.
وكلام السلف والأئمة ومن نقل مذهبهم في هذا الأصل كثير، يوجد في كتب التفسير والأصول; قال إسحاق بن راهويه: حدثنا بشر بن عمر، سمعت غير واحد من المفسرين يقول: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [سورة طه آية: 5] أي: ارتفع; وقال البخاري في صحيحه: قال أبو العالية: استوى إلى السماء: ارتفع; قال: وقال مجاهد: استوى: علا على العرش; قال الحسين بن مسعود البغوي في تفسيره المشهور: قال ابن عباس، وأكثر مفسري السلف: "اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ ارتفع إلى السماء"، وكذلك قال الخليل بن أحمد; وروى البيهقي في كتاب الصفات: قال الفراء: {ثُمَّ اسْتَوَى} أي: صعد، قاله ابن عباس، وهو كقولك للرجل: كان قاعدا، فاستوى قائما; وروى الشافعي في مسنده عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن يوم الجمعة: " وهو اليوم الذي استوى فيه ربكم على العرش ".