ذكر قول الحافظ: أبي بكر الخطيب رحمه الله تعالى
قال: أما الكلام في الصفات، فمذهب السلف: إثباتها وإجراؤها على ظواهرها، ونفي الكيفية والتشبيه عنها، والكلام في الصفات فرع على الكلام في الذات، ويحتذي في ذلك حذوه ومثاله; فإذا كان إثبات رب العالمين معلوما، فإنما هو إثبات وجود، لا إثبات تحديد وتكييف، فكذلك إثبات صفاته، إنما هو إثبات وجود لا إثبات تحديد وتكييف; فإذا قلنا: يد، وسمع، وبصر، فإنما هو إثبات صفات أثبتها الله لنفسه، ولا نقول إن معنى اليد: القدرة، ولا أن معنى، السمع، والبصر: العلم; ولا نقول: إنها جوارح وأدوات للفعل، ولا تشبه بالأيدي، والأسماع، والأبصار التي هي جوارح، ونقول: إنما وجب إثباتها لأن التوقيف ورد بها، ووجب نفي التشبيه عنها، لقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [سورة الشورى آية: 11] ، وقوله: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} [سورة الإخلاص آية: 4] . انتهى.
قال الحافظ الذهبي: المراد بظاهرها أي: لا باطن لألفاظ الكتاب والسنة، غير ما وضعت له; كما قال مالك وغيره: الاستواء معلوم; وكذلك القول في السمع، والبصر، والكلام، والإرادة، والوجه، ونحو ذلك، هذه الأشياء معلومة فلا تحتاج إلى بيان وتفسير، لكن الكيف في