والعين بمعنى العلم، إلا عن المعتزلة والجهمية; وصرح أنه خلاف قوله، لأنه خلاف قول أهل السنة والجماعة.
ثم تجد المنتسبين إلى عقيدة الأشعري قد صرحوا في عقائدهم، ومصنفاتهم، من التفاسير وشروح الحديث، بالتأويل الذي أنكره إمامهم، وبين أنه قول المعتزلة والجهمية، وينسبون هذا الاعتقاد إلى الأشعري وهو قد أنكره ورده وأخبر أنه على غير عقيدة السلف من الصحابة والتابعين والأئمة بعدهم; وأنه على عقيدة الإمام أحمد، كما سيأتي لفظه بحروفه إن شاء الله.
وأعجب من هذا: أنهم يذكرون في مصنفاتهم أن عقيدة السلف أسلم، وعقيدة الخلف أعلم وأحكم! فسبحان مقلب القلوب كيف يشاء، كيف يجتمع في قلب من له عقل ومعرفة، أن الصحابة أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما، وأنهم الذين شاهدوا التَنْزيل وعلموا التأويل، وأنهم أهل اللغة الفصحاء، واللسان العربي الذي نزل القرآن بلغتهم وأنهم الراسخون في العلم حقا، وأنهم متفقون على عقيدة واحدة، لم يختلف في ذلك اثنان.
ثم التابعون بعدهم سلكوا سبيلهم، واتبعوا طريقهم، ثم الأئمة الأربعة وغيرهم مثل الأوزاعي، والسفيانين، وابن المبارك، وإسحاق، وغيرهم من أئمة الدين الذين رفع الله قدرهم بين العالمين، وجعل لهم لسان صدق في الآخرين، كل هؤلاء على عقيدة واحدة مجمعون، ولكتاب