قالت السيدة "ص": هل تزوج هذا المنكود الحظ بعد ذلك بسواك؟ قالت: لم اعد أره بعد هاته الحادثة لأنه زايل بايز قاصدا وجهة أخرى، ولا أدري ما الذي جرى به أما أنا فحيث لم يكن عندي مهر (دوته) لم يتقدم لي طالب آخر، وبعد، فأنبئني أنت ألا يوجد عندكم بنات متقدمات في السن بلا زواج.
قالت لها: لو دفع مليون من الدراهم لما وجد واحدة على الإطلاق فإن القبيحات والفقيرات لا يكن قواعد في البيوت.
قالت ذات البعل: إنه يوجد عندكن مسألة لا تخلو من الإشكال ألا وهي أن الرجال يستخدمون النساء كالجواري.
قلت: إن إدارة البيت والإنفاق على الزوجات عندنا إنما هو من وظائف الرجال والنساء مهما كن مثريات فلسن مطالبات بالإنفاق على البيت، أما الرجل المقتدر فإنه يستخدم في يته خادمة وطباخة وإذا لم تتجاوز مقدرته حد الخدمة نفسه فزوجته مروءة تقوم بخدمة البيت وإلا فإن الرجل لا يستطيع أن يجبرها شرعا بذلك، فقد اتفق في أيام خلافة عمر خارجا من حرمه الأصحاب الكرام جاء إلى دار الخلافة متظلما مشتكيا من زوجته فنظر عمر خارجا من حرمه وهو يتكلم بحدة فقال له: (أي شيء حدث يا أمير المؤمنين) فأجابه عمر بقوله: (إن حال النساء معلوم لا يحتاج إلى إيضاح فزوجتي قد سببت لي هذه الحدة. وأنت ما الذي جاء بك إلى هنا. فأجابه: إنني لأشكو إليك زوجتي أما وقد رأيتك على مثل هذه الحال فلا أرى محلا للشكوى) فقال له عمر: صه لا يجب أن نرفع صوتنا فإن نساءنا يقمن بإدارة بيوتنا مع أن ذلك خارج عن وظيفتهن ويرضعن أولادنا ولسن مكلفات به فإذا أظهرنا هذه المسائل ينتج عنها ضرر لنا) . فمن هذه القصة يتضح لك جليا أن النساء غير مطالبات ولا مكلفات شرعا بالخدمة.
قالت ذات البعل: أحسنت وإنني منك سؤالا من عاداتكم أن الأزواج عندما يدخلون على زوجاتهم في غرفتهن ينظرون من داخل باب الغرفة فإذا رأى الزوج أن زوجته وضعت خفها أمام الباب يدخل إلى الداخل حسبان أن ذلك إشارة على السما له بالدخول، وإن لم ينظر الخف فيعود من حيث أتى.
قالت السيدة "ص": باللغة التركية أحسنت أن يكون ذلك من الغلط المأخوذ عن الفرجية الزرقاء قالت ذلك ولم نستطع نحن الاثنتان من ضبط قهقهتنا.
أما السيدة "ن" فلما كانت لم تعلم شيئا عن مسألة الفرجية ولم تكن أحاطت عملا بعبارة الخف التي أشارت إليها الزائرة التفتت إلي قائلة: ما الذي طرأ عليكما؟ فأفهمتها القضية، وحينئذ اشتركت معنا بالضحك، وكان دوي قهقهتنا يملأ فضاء القاعة.
أما الزائرات فقد استغربن منا ذلك وقد لاحظت استغرابهن فقلت: عفوا أيتها الزائرات إننا لم نضحك من كلامكن وإنما قد اتفق أن سبقت بيننا عبارة قبل مجيئكن مشابهة لعبارة صدرت منكن فكان ما كان من داعي الضحك. ثم نقلت لهن مسألة الفرجية الزرقاء وقلت: إنه كما يوجد بعض منا لا يكون لهن علم بأشياء واقعة في بلادنا هذه ألا يستبعد أن تتصل بكن معلومات مغلوطة عن كثير من الأشياء، ولا جرم أنه كلما بعدت المسافة كثر الوهم وزاد الغلط.
قالت ذات الخدر المسموع عندنا: إن النساء التركيات كلهن سمينات يندر بينهن وجود الهزيلات فهل ذلك صحيح؟ قلت لها: عجباً، فما الموجب لذلك يا ترى؟