غنائها من أصوات عريب وإسحاق ومعبد.
وقيل: إن سبب وصولها إلى المعتصم بن صمادح هو أنها لما أدبها وخرجها سيدها قدم بها إلى المعتصم فأراد اختبارها فقال لها: ما اسمك؟ فقالت غاية المنى. فقال لها أجيزي.
اسألوا غية المنى ... من كسا جسمي الضنى
وأراني مولها ... سيقول الهوى أنا
فاشتراها منه بنائة ألف درهم وكانت محظية عنده إلى أن ماتت.
لم أقف على اسمها الحقيق وإنما قال صاحب (نفح الطيب) : إن هذا اللقب هو نسبة إلى بلدة من بلاد الأندلس وهي تشتهر بإقليم المرية وهي من أهل المائة الرابعة. كانت ذات ظرف وأدب وجمال ولطف وبهاء وكمال، عالمة بالعروض وضروبه والشعر وروايته فمن نظمها من أبيات:
عهدتم والعيش في ظل وصلهم ... أنيق وغصن الوصل أخضر فينان
ليالي سعد لا يخاف على الهوى ... عتاب ولا يخشى على الوصل هجران
ويقال: إن لها صائد وأشعار غير هذه وهي من الشاعرات الموصوفات بالأندلس
فاختة ابنة أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشية الهاشمية. بنت عم النبي صلى الله عليه وسلم وأخت علي بن أبي طالب أمها فاطمة بنت أسد واختلف في اسمها فقيل: هند. وقيل: فاطمة. وقيل: فاختة.
كانت تحت هبيرة بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم المخزومي. أسلمت عام الفتح، فلما أسلمت وفتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة هرب هبيرة إلى نجران وقال: حين فر معتذرا من فراره:
لعمرك ما وليت ظهري محمدا ... وأصحابه جبنا ولا خيفة القتل
ولكنني قبلت أمري فلم أجد ... لسيفي غناء إن ضربت ولا نبلي
وقفت فلما خفت ضيقة موقفي ... رجعت لعود كالهزبر إلى الشبل
قال خلف الأحمر أبيات هبيرة في الاعتذار خير من قول الحارث بن هاشم - يعني قوله -:
الله يعلم ما تركت قتالهم ... حتى علوا فرسي بأشقر مزبد
وقال الأصمعي: حسن ما قيل في الاعتذار من الفرار قول الحارث بن هشام. قال ابن إسحاق: إن هبيرة أقام بنجران، فلما بلغه إسلام أم هانئ، وكانت تحته قال أبياتا منها:
وعادلة هبت بليل تلومني ... وتعذلني بالليل ضل ضلالها
وتزعم أني إن طعت عشيرتي ... سأردى وهل يردين إلا زوالها
ومنها يخاطب أم هانئ:
فإن كنت قد تابعت دين محمد ... وقطعت الأرحام منك حبالها
فكوني على أعلى سحيق بهضبة ... ململمة غبراء يبس بلالها