واحد من الآخرين قطعة واحدة وبعد ختم القراءة ينشد رجل حسن الصوت عارف بالموسيقى قصيدة نبوية، وله في اليوم قطعتان.

ويرتب قارئ حسن الصوت يقرأ على الكرسي الذي في الجامع سورة (يس) بعد صلاة الصبح، وله في اليوم قطعتان. وآخر يقرأ سورة (عم) بعد صلاة العصر، وآخر يقرأ سورة (تبارك) بعد صلاة العشاء ولك منهما قطعة واحدة، ويترب رجلان لغلق أبواب الجامع وشبابيكه ليلا وفتحها صباحا مع الملاحظة والتعهد للجامع بالتنظيف ونحوه، ولكل منهما قطعتان.

ويرتب رجل نظيف نزه لتبخير الجامع بلا تبذير ولا تقتير وله في اليوم قطعة واحدة، ولشراء البخور قطعتان، ورجل أمين لحفظ المصاحف الشريفة التي بالجامع وله في اليوم قطعة. ورجل زاهد يكون مراقبا وله في اليوم قطعة واحدة.

ويرتب وقادان صالحان يحفظان الشموع والقناديل ويتعهدان بالنظافة للإيقاد والإطفاء بالأوقات المعلومة مع الاحتراس التام من تلويث الحصر والبسط، ولكل منهما قطعتان.

ويترب رجلان قويان برسم الفرش والكنس والتنظيف في داخل الجامع، واثنان برسم تنظيف الميضأة والأخلية مع عدم التساهل ولكل واحد من الأربعة قطعة واحدة.

ويتب رجلان عارفان بغرس الأشجار والرياحين وإصلاحها وسقيها برسم خدمة البستان الكائن أمام الجامع ولكل منهما في اليوم قطعتان.

ويرتب رجلان قويان برسم سقي الأشجار ولكل منهما في اليوم ثلاث قطع. ويرتب رجل ماهر في التعمير والترميم يتولى إصلاح ما يحتاج إلى إصلاحه.

ونصت الواقفة - المذكورة- على ترتيب شخص قارئ في مسجد المدينة المنورة يتلو كل صباح سورة (يس) ويدعو لها. وعلى ترتيب رجل صالح لخدمة قبر سيدنا بلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بالشام من إيقاد القناديل وغلق الأبواب وفتحها ونحو ذلك. وأن ترسل إلى القبر - المذكور - شمعتان من الإسكندري خمسة أوقات، ومثل ذلك إلى حرم مكة المشرفة، ومثله إلى الروضة المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحيات.

حرف الضاد

ضياء ابنة الوزير فرنان وزير جزيرة صقلية

كانت ذات جمال بارع وعقل وأدب يفوق أهل زمانها وترجع على أقرانها بالظرف والرقة، وكان للملك المهرجان ملك تلك الجزيرة ابنا أخ يقال لأحدهما: (ألفونس) والآخر (دون لوزريق) فتوفي والدهما وتركهما تحت كفالة عمهما الملك المهرجان، فضم الأكبر إليه وعهد بالآخر - وهو ألفونس - إلى الوزير والد ضياء وكان للملك أخت يقال لها: (بوران) فتوفيت عن بنت يقال لها: (سلطانة) ، فأخذ يعتنبي بتأديبها، وأقام لها الخدم الكثير والمؤدبين من رجال ونساء، وكان للوزير (فرنان) قصر في ضواحي (بلرمة) حاضرة الدولة فأخذ (ألفونس) إليه وأحسن تأديبه، وتوسم فيه من الذكاء والنبالة ما حمله على استمرار التحفظ به، وكانت ضياء أصغر من (ألفونس) بسنة.

فلما نشأت ضياء معه وصارت هي في صباها وصار هو في صباه وقع بينهما حب كأشد ما يكون وعملا الجهد كله على أن لا يدعا الوزير يفطن لشيء من أمروهما حتى اتفق أن الوزير سافر بأمر الملك يجول في أنحاء المملكة ليتفقد أحوال الرعية ورد المظالم إلى أهلها، فاغتنم (ألفونس) فرصة غيابه، وأخذ في فتح باب في الجدار الذي كان قائما بين مقصورته ومقصورة ضياء وجاء بنجار ودفع له مالا كثيرا حتى يحسن عمله ويبقي السر مكتتماً في صدره، فاتخذه بين الرسوم التي كانت تغشي الجدار على إحكام ليس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015