زوجة النبي صلى الله عليه وسلم. تزوجها صلى الله عليه وسلم بمكة بعد وفاة خديجة قبل عائشة، وكانت قبله تحت ابن عمها السكران بن عمرو أخي سهيل بن عمرو من بني عامر بن لؤي، وكان مسلما فتوفي عنها فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تصب منه ولدا إلى أن مات.
وعن ابن عباس قال: خشيت سودة أن يطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له: لا تطلقني وأمسكني واجعل يومي لعائشة ففعل فنزلت: (فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير) (النساء: 128) فما اصطلحا عليه من شيء فهو جائز.
وروي عن سودة بنت زمعة قالت: جاء رجل إلى رسولا لله صلى الله عليه وسلم فقال: إن أبي شيخ كبير لا يستطيع أن يحج. قال: (أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته عنه فبل منك) قال: نعم، قال: (فالله أرحم حج عن أبيك) . وتوفيت سودة آخر خلافة عمر.
كانت أديبة عاقلة شاعرة وفدت على معاوية بن أبي سفيان، فاستأذنت عليه، فأذن لها فلما دخلت عليه سلمت فقال لها: كيف أنت يا بنت الأشتر قالت: بخير يا أمير المؤمنين، قال لها: أنت القائلة لأخيك:
شمر كفعل أبيك يا ابن عمارة ... يوم الطعان وملتقى الأقران
وانصر عليا والحسين ورهطه ... واقصد لهند وابنها بهوان
إن الإمام أخ النبي محمد ... علم الهدى ومنارة الإيمان
فقد الجيوش وسر أمام لوائه ... قدما بأبيض صارم وسنان
فقالت: يا أمير المؤمنين، مات الرأس وبتر الذنب فدع عنك تذكار ما قد نسي قال: هيهات ليس مثل مقام أخيك ينسى قالت: صدقت والله يا أمير المؤمنين ما كان أخي خفي المقام ذليل المكان ولكن كما قالت الخنساء:
وإن صخرا لتأتم الهداة به ... كأنه علم في رأسه نار
وبالله أسأل أميرا لمؤمنين إعفائي مما استعفيته قال: قد فعلت. فقولي حاجتك قالت: إنك للناس سيد ولأمورهم مقلد، واله سائلك عما افترض عليك من حقنا ولا تزال تقدم علينا من ينهض بعزك ويبسط بسلطانك فيحصدنا حصاد السنبل، ويسومنا الخسف ويسألنا الجليلة هذا ابن أرطاة قدم بلادي وقتل رجالي وأخذ مالي ولولا الطاعة لكان فينا عز ومنعة فإما عزلته فشكرناك وغما فعرفناك فقال معاوية: إياي تهددين بقومك والله لقد هممت أن أردك إليه على قتب أشرس فينفذ حكمه فيك فسكتت، ثم قالت:
صلى الإله على روح تضمنه ... قبر فأصبح فيه العدل مدفونا
قد حالف الحق لا يبغي به ثمنا ... فصار بالحق والإيمان مقرونا
قال: ومن ذلك قالت: علي بن أبي طالب - رحمه الله تعالى - قال: ما أرى عليك منه أثر قالت: بلى أتيته يوما في رجل ولاه صدقاتنا فكان بيننا وبينه ما بين الغث والسمين فوجدته قائما يصلي فانفتل من الصلاة، ثم قال برأفة وتعطف: ألك حاجة؟ فأخبرته خبرا لرجل، فبكى ثم رفع يده إلى السماء فقال: اللهم إني لم آمرهم بظلم خلقك ولا ترك حقك، ثم أخرج من جيبه قطعة جلد من جراب فكتب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم: (قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين بقية الله خير