"دختنوس": ردني على أهلي ولا تعرضني لعبس وعامر فقد أنذرهم لا محالة فاستحمقها وساء كلامها وردها وسار إلى بني عامر وعبس وتحاربا وانكسر قومه وأبلى بلاء حسنا حتى اندك الجرف بفرسه فهجم عليه عنترة فطعنه وعند ذلك تذكر ابنته "دختنوس" فقال"

يا ليت شعري عنك دختنوس ... إذا أتاك الخبر المرسوس

أتحلق القرون أم تميس ... لإبل تميس إنها عروس

فلما بلغها موته قالت ترثيه:

ألا أيها الويلات ويلة من بكى ... لضرب بني عبس لقيطا وقد مضى

لقد ضربوا وجها عليه مهابة ... ولا تحفل الصم الجنادل من توى

فلو أنكم كنتم غداة لقيتم ... لقطا ضربتم بالأسنة ولاقنا

عذرتم ولكن كنتم مثل ظبية ... أضاءت لها القناص من جانب الثرا

فما ثأره فيكم ولكن ثأره ... شريح أرادته الأسنة والقنا

فإن تعقب الأيام من فارس تكن ... عليكم حريقا لا يرام إذا سما

ليجزيكم بالقتل قتلا مضعفا ... وما في دماء الخمس يا مال من بوا

وقالت ترثيه أيضا:

عثر الأغر بخير خن ... دف كهلها وشبابها

وأضرها لعدوها ... وأفكها لرقابها

وقريعها ونجيبها ... في المطبقات ونابها

ورئيسها عند الملو ... ك وزين يوم خطابها

وأتمها نسبا إذا ... رجعت إلى أنسابها

يرعى عمودا للعش ... يرة رافعا لنصابها

ويعولها ويحوطها ... ويذب عن أحسابها

ويطأ مواطن للع ... دو وكان لا يمشي بها

فعل المدل من الأسو ... د لحينها وتبابها

كالكوب الدري في ... لا يخفى بها

عبث الأغر به وكل ... منية لكتابها

فرت بنو أسد فرا ... ر الطير عن أربابها

وهوازن أصحابهم ... كالفأر في أذنابهم

ولها مراث كثيرة لم نعثر إلى على هذه منها.

دلوكة بنت زباء ملكة من ملوك القبط الأولين بمصر

كانت أول امرأة ملكت بعد هلاك فرعون وجنوده في البحر وكان ملكها عشرين سنة وعملت أعمالا عظيمة أشهرها الجدار المعروف بحائط العجوز. قالوا عنه: إنه أحد العجائب العشرين التي بمصر يحيط بمصر شرقا وغربا من العريش إلى أسوان ويقال له: جدار العجوز أيضا.

وسبب بناء هذا الحائط على ما قيل: إن مصر لما خلت من الأشراف والأبطال بعد غرق فرعون وجنوده بالبحر الأحمر اجتمعت النساء، وملكن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015