وإنْ تعد وافته سَعادَتهُ ... تخيَّل النَّاسُ فيهِ أنهُ أسدُ
وكلُّ سحابةٍ كِرامٍ سَوفَ يُدرِكِهُم ... تَصريدَهُم ويُنادِي فيهم الصَردُ
وإنَ تقاوِم شيئًا لَم تصحَّ ... حَقِيقته يَتَوخَى كشْفَهَا أحدُ
لا عَالمُ الإنسِ لا لاصَفِي وقاحهُ ... عَلى الرَّشيدِ وأنى يطلبُ الرَّشدُ
بَشرًا فإن كَشَّفت باطِنهُ ... فالغلُّ والغِشُّ والنَكراءُ والحَسَدُ
يودُّ أنْ يصفُو فَخانُوا ... وأيَّةَ ضلع مَا بِهَا أودُ
فذلِك فِيهِ واعتمدهُ فَمَا أحرَى ... الوَرَى أنْ يُجَاوِز بالدعى اعتَمَدوا
أداءَ حيٍّ يستهانُ به ... ويُعرفُ الرزءُ فيهِ حِينَ يُفْتَقَدُ
عَلى الدُّنيا بما ... مَثِلَ التَّوَحُّدُ دويًّا بِهِ الزَّهدُ
الأب الوَالدَ المنيَةَ بِسُنتهِ ... لمَّا ابتَلاهُ وذم الوَّالدَ الولدُ
مثلُ البَهائِم أجيالٌ سِوى ... شكلُ ابن آدم فيها الملُّ والنَكدُ
يحاولُ ولَمْ يَبْقُوا بِمَن جَدَبُوا ... وحَارُوا ولَم يَحْظُوا بِمن حَمَدوا
ولَا يسرُّكَ مدح إن هُمْ مَدحُوا ... ولا يضركَ وابنٍ أرعم عَبَدوا
وقَالَ أَبُو العَلاء المَعَّري أَيْضًا:
. . . . . . القضَاءِ يدٌ ... يَجري وتَزعُمُ فِيهِ أنفٌ شَمخُ
. . . . . . . . . . . ... رَعَى الصَّحْرَاءَ أدرىَ أنَّها سبخُ
. . . . . . . . . . . ... مسرَّ أهل النَّارِ نَصطَرِخ
فَغَدت عندَ ذَوي جَهلٍ ملائَمةً ... واللُّؤم فِي دُمنهِ نَسَخُ
نُجرُّ عنِ الفَضْلِ فَاحتَجوا بمنقصَةٍ ... إذا جَاءَتهُم بالمُخزِيات نَخّوا
عَدنانُ زالَتْ ولَم تَعدن بِساحَتها ... ولا تَنوخ لهُم تَنْخوا
. . . . . . . . . . . ... في طهارَتهِ ميطَ عنهُ أذاهُ حينَ يَنسنخُ
مالي أسيرُ إلى الدُّنيا وأخدُمها ... وإنَّما أمثال الظلِّ ينتسِخوا
ومن استغفاريات أبي العلاء المعري أيضًا:
أستغفر اللَّه كم تغشاني النوب ... فما أفيق ومني تكثر العجب