17933 - يَومًا يمان إذا لَاقيتَ ذا يَمنٍ ... وإنْ لَقيتَ مَعديًا فَعدناني

كَانَ عُمْرَان بِنْ حَطّانَ يَرَى رَأي الخَوَارِج وكَانَ مَعَهمْ فَطَلبهُ عبدُ المَلِك بن مَروان مِنَ الحجَّاجِ فَهَربَ مِنْهمَا واشْتَدّ الطَّلبُ لَهُ فَنزلَ عُمْرَان ابْنُ حُطانَ بِروحِ بن زُنْباع فِي جُمْلةِ الأضْيَافَ الذين كَانُوا يَنْزِلونَ بِهِ وهُوَ لا يَعْلمْ أَنَّهُ المَطْلوبُ ولا يَعْرفَهُ فأنْشَدَ عَبدُ المَلِك يَومًا قَولَ عُمران بِن حَطان في ابْن مُلجمَ قَاتل عَلي بِن أَبِي طَالب كَرَّم اللَّه وَجْهه (?):

يَا ضربةً مِنْ كَريمٍ مَا أرَادَ بِهَا ... إلا يَبْلغ مِنْ ذِي العَرشِ رُضْوانَا

إنِّي لأذْكرهُ يَومًا فأحْسَبهُ ... أو فَى البريةِ عِندَ اللَّه مِيزَانا

ثمَّ قَالَ عَبْدُ المَلِك بَعدَ إنْشادِهِ لِهذيِنِ البَيْتَينْ مَنْ يَعْلم قائِلها فَسَكتَ النَّاسُ ثُمَّ راحَ روحُ إلى أضْيَافهِ فقَالَ لَهُم قَدْ سَألَنا أمِيرُ المُؤمِنِينَ عبدُ المَلِك عَنْ قَولُ الشَّاعر:

يا ضربَةً مِنْ كَريِمٍ، البَيْتان، فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَ أحَدٍ عِلْمٍ فَقَالَ عُمْرانُ بْن حَطانَ هَذَا قَولُ عُمْرانُ بنُ حَطان فِي ابنِ مَلجَم قَاتِل عَلي بنِ أبي طَالبٍ وغَدَا رُوح فأعْلَمَ عَبدُ المَلك بِقائِلهِمَا فَقالَ لَهُ مَنْ أخْبَركَ؟ قَال ضَيْفي قَالَ عَبدُ المَلك أظُنهُ واللَّه عُمرانُ بن حَطانَ فأتِنِي بهِ فَعَاد روحُ إليهِ وقَالَ لَهُ إنّي قَدْ ذَكرتُكَ لأمِير المُؤمِنين فَأمَرني أن آتِيهِ بِكَ فَقالَ قَدْ كُنتُ أحبَّ ذاكَ ومَا مَنَعَني عَنْ ذِكرهِ إلا الحياء وأنَا مُتبعك فَدَخل روحُ على عَبْدُ المَلِك وقَالَ لَهُ قَدْ أتَيْتكَ بالرَّجلِ فقَالَ عَبْدُ المَلِك أظُنكَ واللَّه سَترجَعُ فلا تَجِدهُ، فَخَرجَ إليه فلَم يَجْده، فَلمَّا رَجعَ روح إلى مَنْزِله إذا عُمران بن حَطان لمَّا مضَى قَد خَلَّف رُقعة عندَ فِراشِهِ فأخَذَها وقَرَأ فإذا فِيها مَكْتوبٌ (?):

يا روحُ كَمْ مِنْ أخِي مَثْوًى حَللتُ بِهِ ... قَدْ ظَنَّ ظَنُّكَ مِنْ لَخْمٍ وغَسانٍ

حَتَّى إذا خِفْتهُ زايلتُ مَنْزلِه ... مِنْ بَعدُ مَا قِيلَ عُمرانُ بنُ حَطانِ

قَدْ كُنتُ ضَيفك حَولًا لا تَروعَني ... فِيهِ الطَّوارِق مِنْ إنْسٍ ولا جَانِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015