إِنّي وَجدتُ الخَيلَ عزًّا ظاهِرًا ... تجني منَ الغُمَّى ويكشفن الدُجَى
وَيتبين بالثغرِ المَخوف طليعةً ... وَيتبين للصُعلوكِ جمَّةَ ذي الغِنَى
يَخرُجن من خَلَلِ العَجاج عَوابسًا ... كأصابع المقَرورِ أُقعِي فاصطَلَى
يقول هذهِ الخَيلُ علَيها الرّجال تخرجُ من خلالِ العَجاج فِي الحَرب متسَاوِية لا يتقدّمُ بَعضُها عَلى بَعضٍ صفًا ثم شبههَا بأصابعِ الكَفِّ إِذَا بسَطَها في الشتاءِ المَقرُورُ وهوَ الذي مَسَّهُ البردُ ليَصطَليَ عَلَى النَّارِ وَأَقعَى إذا جَلَسَ عَلى رِجلَيهِ وَلم تُصِب إلتَياهُ الأرضَ عندَ النار في البرد لِلاصطِلاءِ وهذا مِن غَريبِ تشبيهاتِ العَرَبِ.
وَيقالُ في المَثَلِ هُمْ كأسنَانِ المشطِ وَكَأَصابع الكَفِ في الاستواءِ يُضَربُ للمُتَكَافئينَ فِي الاستواءِ فَهوُ يقولُ الخَيلُ هَي الحصُون ويعني بالخَيلِ الخيلَ وفَوارِسَهَا وَهِي العِزُّ الظاهرُ وهي تنحرف الغُمَّى والغُمَّى الأمورُ الضّيقَةُ وَهي تَكشِف ما أظلم من لَيلِ المشكلَات وحَوادِثِ الزَّمانِ وَهي التي تحفظ الثغورَ وَهيَ تغني الصُعلُوكَ ثم وَصَفَها فشبّهَهَا عند الخرُوج من خَللِ غبار الحرب وَعجاجهِ بمَا شبهّها وهو من أحسن التشبيهات.
ابن الطوبي الصِّقلي الكاتب:
17432 - يَخُصُّ البَعيدَ بإحسانِهِ ... وذوُ القُربِ مِن سيبهِ مُخفِقُ
بَعْدهُ:
كَمِثل العيونِ تَرى مَا نأَى ... وَلَيست تَرَى مَا بهَا يلصَقُ
وهَذا أيضًا من غريبِ التشبيهِ.
إبراهيم الغزِّي:
17433 - يَخطبُونَ العُلى وَينأونَ عَنها ... والقَوافِي تجرُّهُم بالحِبَالِ
المُتنبِي: