بَعْدَهُ:

غَنّيَاني بذِكْرِهِمْ تُطْرِبانِيَ ... واسْقِيَاني دَمْعي بكأَسٍ دبَاقِ

وخُذَا النَّومَ عَنْ جُفُوْنِي فإنِّي ... قَد خَلَعتُ الكَرَى علَى العُشَّاقِ

ومِنْ بابِ (يَاخا) قَولُ بَعضُهِمْ:

يَا خائفًا بِفِعَالِهِ نَارُ الجَحِيمِ ... لدَى الْعِقَابِ

أدم السّجودَ عَلَى الثَّرى ... وأمُرْ دُمُوعَكَ بانْسِكابِ

فالْنَّارُ عنْدَ لَهيِبها ... بِالْمَاءِ تطْفَى وَالتُّرَابِ

ومن باب (يا ذا) قول أبي محمّدٍ جَعْفَر بنُ محمّد بن وَرْقَاءَ عندِ حُصُولِهِ بِبَغْدَادَ وَكَتَبَ بها إلَى الصَّابِئ:

يَا ذَا الَّذي جَعَلَ القَطِيعَة دأبُهُ ... إِنَّ القَطيعَةَ مَوطِن للرَّيْبِ

إِنْ كَانَ وُدُّكَ فِي الْطَوِيَّةِ كَامِنًا ... فاطلُب صَدِيقًا عَالِمًا بالغَيْبِ

فكَتَبَ الصّابئ إليْهِ فِي الجَوابِ:

قَد يَهْجُرُ الْحَلُّ الْسَّليمُ الْغَيْبَ ... الشّغْل وَهوَ مُبَرَّأٌ مِنْ ريبِ

وَيُوَاصِلُ الرَّجُلُ الْمُنَافِقُ مُبْدِيًا ... لكَ ظاهرًا مُسْتَبْطِنًا للْعَيْبِ

لَا تَفْرَحنَّ منَ الصَّدِيقِ بِشَاهدٍ ... حَتّى يكونُ مُوَافِقًا للغَيْبِ

وتأَمّلِ المُسْودَّ منْ شِعر الفَتى ... أَهو الشَّبيبَةُ أم خِضَارُ الشَّيبِ

وإذَا ظَفَرتَ بذي وِدَادٍ خالِصِ فاغْفِر ... لَهُ مَا دونَ عِشّ الْجَيْبِ

ومن باب (يَا ذا)

قولُ الأبلَه:

يَا ذا الَّذي كَفَلَ الْيَتِيمَ ... وَقَصدُهُ كَفلُ اليَتِيمِ

إِنْ كَانَ قَصدُكَ للْنّعِيمِ فقَد ... حَصَلت عَلَى النّعيمِ

وقول ابنِ الحجّاج فِي رجلٍ دَعَاه للضِيَافَةِ فتَأخَّر علَيه الطَعامُ:

يَا ذاهبًا فِي دارِهِ جائيًا ... بغَيْرِ مَعْنًى وبلَا فائِدَه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015