عدِّنَا فِي زَمَانِنَا ... عَنْ حَدِيْثِ المَكَارِمِ

مَنْ كَفَى النَّاسَ شَرَّهُ ... فَهُوَ فِي جُوْدِ حَاتِمِ

وَقَالَ آخرُ:

مَا أَرَى النَّاس زَمَانًا ... كَزَمَانٍ نَحْنُ فِيْهِ

لَسْتَ تَلْقَى غَيْرَ ... شَاكٍ مِنْ وضَيْعٍ وَنَبِيْهِ

لَسْتَ تَلْقَى أَحَدًا ... يَسْعَى لِخَيْرٍ يَرْتَجِيْهِ

إِنَّمَا أَكْثَرُ مَنْ ... يَسْعَى لِشَرٍّ يَتّقِيْهِ

فَطِبِ النَّفْسَ فَكُلٌّ ... يَشْتَكِي مَا تَشْتَكِيْهِ

مَالِكُ بنُ أَسْماءَ:

14286 - نَخَلَت لَهُ نَفسِي النَّصِيحَةَ إِنَّهُ ... عِندَ الشَدَائدِ تَذهَبُ الأَحقَادُ

قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الحَاتِمِيِّ: كَانَ مَالِكُ بنُ أَسْمَاءَ بن خَارِجَةَ وَاجِدًا عَلَى أَخِيْهِ عُيَيْنَةَ بنِ أَسْمَاءَ، وَطَالَ ذَلِكَ حَتَّى تَفَاقَمَ الأَمْرُ بَيْنَهُمَا فَأَخَذَ الحَجَّاجُ عُيَيْنَةَ فَحَبَسَهُ لِجِنَايَاتٍ كَانَتْ لَهُ وَكَتَبَ إِلَى مَالِكٍ يُعْلِمُهُ بِذَلِكَ وَهُوَ يُظِنُّ أَنَّهُ سِرُّهُ فَلَمَّا قَرَأَ الكِتَابَ أَنْشَأَ يَقُوْلُ:

ذَهَبَ الرُّقَادُ فَمَا يُحِسُّ رِقَادُ ... مِمَّا شَجَاكَ وَخَفَّتِ العُوَّادُ

خَبرٌ أَتَانِي عَنْ عُيَيْنَةَ مُفْظِعٌ ... كَادَتْ تُقَطَعُ عِنْدَهُ الأَكْبَادُ

بَلَغَ النُّفُوْس بَلَاؤُهُ فَكَأَنّنَا ... مَوْتَى وَفِيْنَا الرُّوْحُ وَالأَجْسَادُ

يَرْجُوْنَ عَثْرَةَ جِدّنَا وَلَوْ أَنَّهُمْ ... لَا يَدْفَعُوْنَ بِنَا المَكَارِهَ بَادُوا

لَمَّا أَتَانِي عَنْ عُيَيْنَةَ أَنَّهُ ... أَمْسَى عَلَيْهِ تَطَاهَرُ الأَقْيَادُ

نَحَلَتْ لَهُ نَفْسِي النَّصيْحَةَ إِنَّهُ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ:

وَعَلِمْتُ أَنِّي إِنْ فَقَدْتُ مَكَانَهُ ... ذَهَبَ البِعَادُ فَصَارَ فِيْهِ بعَادُ

وَرَأَيْتُ فِي وَجْهِ العَدُوِّ شَكَاسَةً ... وَتَغَبَّرَتْ لِي أَوْجُهٌ وَبِلَادُ

وَذَكَرْتُ أَنَي فَتًى يَسُدُّ مَكَانهُ ... بِالرِّفْدِ حِيْنَ تَقَاصَرَ الإِرْفَادُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015