ذَرًى يُقَالُ ذَرَى الشَّجْرَة أي أصلهَا وَالجَّيِّدُ أنْ يَكونَ الذرى الناحِيَة.
وَلَم يَرَ فتيانًا كِرَامًا لميسرٍ ... إِذَا هَبَّ من ريح الشِتاءِ هَبُوبُ
المَيْسرُ الجزور الَّتِي تُنْحر وَالأيسار الَّذِيْنَ يَقْتَسِمُونَ الجزور، وَاحِدهم يَسرٌ وَهُوَ مَدْح، وَالبرمُ الَّذِي لا يدخل معهم وَهُوَ ذم.
حَبيبٌ إِلى الزُوّارِ غشيَانُ تيهِ ... جَميلُ المُحيَّا شبَّ وَهو أَدِيبُ
قالَ أَبُو عَليٍّ وَرادَنِي أَبُو بَكر بن دُريدٍ من حفظِهِ هَا هُنا بيتًا وهو:
إِذَا شَهِدَ الأَيسَارُ أو غابَ بَعضُهم ... كَفَى ذاكَ وَضَّاحُ الجَبِين نجيبُ
ودَاعٍ دَعَا يَا مَن يُجِيبُ إِلى النّدى ... فَلم يَستَجبهُ عندَ ذاكَ مُجيبُ
يُحبكَ كَما قَد كان يَفعَلُ إِنَّهُ ... نَجِيبٌ لأبوابِ العلاءِ طَلُوبُ
فَتًى أَريحيٌّ كَأنَ يَهتزُّ للنَّدى ... كَمَا اهتزَّ ماضي الشّفرتينِ قَضِيبُ
أَخِي مَا أَخِي لَا فَاحِش عِندَ بَيتهِ ... ولَا وَرَع عِندَ اللّقاءِ هَيُوب
حَليفُ النَّدى يَدعُو النَّدى فَيُجيبُهُ ... سَريعًا ويَدعُوه النَّدَى فَيُجيبُ
حَليمٌ إِذَا مَا سَورَةُ الجَهلِ أَطلقَت ... حُبَا الشَيبِ للنفس اللَّحُوج غَلُوبُ
كَعَاليةَ الرُمحِ الرُدَينيّ لَم يَكُن ... إِذَا ابتدَرَ الخيرَ الرِّجالُ يخِيبُ
ليَبكِكَ عَانٍ لم يَجد مَن يُعينُهُ وَ ... طاوِي الحَشَا نائِي المَزار غَريبُ
كأنَّ أَبا المِغوارِ لم يُوفِ مَرقبًا ... إِذَا رَبأ القَومَ الغُزاةَ رَقيبُ
إِذَا جَلَّ لَم تَقصُر مَقَامَةُ بيتِهِ ... وَلَكِنَّهُ الأدنَى بحَيثُ يُجيبُ
يَبيتُ النَّدى يَا أُمَّ عَمروٍ ضَجيعُهُ ... إِذَا لَم يَكُن في المُنقِيَاتِ حَلُوبُ
المُنقياتُ: ذوات النّقِي، والنِقي المخّ.
كأنَّ بُيوتَ الحيّ مَا لَم يَكُن بهَا ... بَسابسُ لَا يُلغَى بِهن عَرِيبُ
البَسابسُ والبَساسُ الصَحارى يُقال ما بالدارِ عَريبٌ أي مَا بها أحَدٌ.
وَإِن شهِدوا أَو غابَ بَعضُ حُمَاتِهم ... كَفَى القَومَ وَضّاحُ الجبين أَريبُ
فقلتُ ادعُ أُخرى وَارفَعِ الصَّوتَ دَعوةً ... لعَلّ أبَا المغوار منكَ قريبُ