فَإِنِّي لبَاكِيهِ وَإِنِّي لصَادقٌ ... عَلَيهِ وَبَعضُ القائِلينَ كَذُوبُ
وَخبَّرتُماني إنَّما الموتُ بالقُرى ... فكيفَ وهَاتا رَوضة وكَثيبُ
تَمَّتْ القَصيْدَةُ
وَالحَمْدُ للَّهِ وَحْدَهُ وَالصلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِيْنَ.
الهَرِمُ:
7569 - حَليمًا إِذَا مَا الحِلمُ كَانَ حَزَامَةً ... وَقُورًا إِذَا كَانَ الوُقُوفُ عَلَى الجَمرِ
قَالَ ابن الكَلْبِيّ: لَمَّا مَاتَ عَمْرُو بنُ حَمَمَةَ الدَّوْسِيُّ، وَكَانَ أحَدَ حُكَّامِ العَرَبِ مَرَّ بَقَبرِهِ الهَرِمُ بنُ امْرِئ القَيْس بن الحَارَثِ بن زَيْدٍ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ أصْحَابِهِ فَعَقَرَ رَاحِلتهُ عَلَى قَبْره وَقَامَ عَلَيْهِ فَقَالَ:
لَقَدْ ضَمَّتْ الأثْرَاءُ مِنْكَ مُزَرَّءًا ... عَظِيْمُ رمَادِ النَّارِ مُشْتَرِكَ القَدْرِ
حَلِيْمًا إِذَا مَا الحِلْمُ كَانَ حَزَامَةً. البيتُ وَبَعْدَهُ:
إِذَا قُلْتَ لَمْ تترُكْ مَقَالًا لِقَائِلٍ ... وَإِنْ ضُنْتَ كُنْتَ اللَّيْثَ يَحْمِي حِمَى الأجْرِ
لِيَبْكِكَ مَن كَانَتْ حَيَاتُكَ عِزُّهُ ... فَأصْبَحَ لَمَّا بِنْتَ يُفْضي إِلَى الصُّغْرِ
سَقَى الأرْضَ ذَاتِ الطُّولِ وَالعَرْضِ مُثْجَمٌ ... أحَمُّ الرّحَى وَاهِي العُرَى دَائِمَ القَطْرِ
وَمَا بي سُقْيَا الأرْضِ لَكِنَّ تُرْبَةً ... أظَلَّكَ فِي أحْشَائِهَا مُلْحَدُ القَبْرِ
7570 - حَليمٌ إِذَا لَم يَجلُبِ الحِلمُ ذِلَّةً ... وَأَجهَلُ أَحيَانًا إِذَا التَمَسُوا جَهلِي
أَخَذَ هَذَا أَبُو فِرَاسٍ، فَقَالَ: (?)
يَقُولُونَ لا تَخْرِقْ بِحِلْمِكَ هَيْبَةً ... وَأحْسَنُ شَيْءٍ زَيّنَ الهَيْبَةَ الحلمُ
فَلا تَتْرُكَنَّ العَفْوَ عَن كُلِّ زَلَّةٍ ... فَمَا العَفْوُ مَذْمُومٌ وَإِنْ عَظُمَ الجُرْمُ