فَأبْقَتْ قَلِيْلًا ذَاهِبًا وَتَجَهَّزَتْ ... لآخرَ وَالرَّاجِي الخلُودَ كَذُوبُ
فَلَو كَانَ حَيٌّ يفْتَدَى لَفَدَيْتُهُ ... بِمَا لَمْ تَكُنْ عَنْهُ النُّفُوسُ تَطِيْبُ
فَإن تَكُنِ الأيَّامُ أحْسَنَ مَرَّةً ... إلَيَّ فَقَدْ عَادَتْ لَهُنَّ ذُنُوبُ
عَظِيْمُ رَمَادِ النَّارِ رَحْب فِنَاؤُهُ ... إِلَى سَنَدٍ لَمْ تَحْتَجِنْهُ عُيُوبُ
لَقَدْ أفْسَدَ المَوْتُ الحَيَاةَ وَقَدْ أَتَى ... عَلَى يَومِهِ عِلْقٌ إلَيَّ حَبِيْبُ
فَقلتُ وَلَم أَعي الجوَابَ لِقَولهَا ... وَللدَّهرِ فِي صُمِّ السَّلامِ نَصيبُ
وَيُرْوَى:
وَلَم ألج وَالسِّلامُ الصَخُورُ وَاحِدَتُهَا سَلْمَةٌ
لَعَمرِي لَئِن كَانتَ أَصابتْ مَنيَّةٌ ... أَخِي وَالمَنَايا للرّجالِ شَعُوبُ
شَعُوبُ اسمٌ مِن أسْمَاءِ المَنِيَةِ.
وقَد كَانَ أَمَّا حِلمُهُ فَمُرَوَّحٌ ... عَلينَا وَأَمَّا جَهلُهُ فَغَرِيبُ
عَجَمْتُ العُودَ إِذَا عَضَضْتَهُ لِتَسْبُرَ صلابَتَهُ مِنْ رَخَاوَتهِ أعجمُهُ بِضَمِّ الجيْمِ وَعَرُوفًا صَبُورًا.
هَوتْ أُمُّه مَاذا تضمَّن قَبرُهُ ... مِنَ الجُود وَالمعروفِ حينَ يثوبُ
سِمَام: جَمْعُ سُمٍّ وَهَوت أُمُّهُ هَلِكَتْ كَأَنَّهَا انْحَدَرَت إِلَى الهَاوِيَةِ.
مُفِيدٌ مُغِيثُ الفَايدَاتِ مُعوَّدٌ ... لِفعلِ النَّدَى والمَكرُمَاتِ كَسُوبُ
حَيَاء مِنَ المَجِيْءِ عَلَى وَزْنِ فِعَالٍ.
غَنِينَا بخَيرٍ حِقبَةً ثمَّ جَلّحَت ... عَلينَا الَّتِي كُلَّ الأنام تصيبُ
قَالَ أَبُو عَلِيّ، قَرَأتُ عَلَى ابن دُرَيْدٍ: إِنْ يَكُونَ بِوَجْهِهِ. حِقْبَةً دَهْرًا وَجَلحَت ذَهَبَت بِنَا وَأكَلتنَا فَأفْرَطَت وَأصْلُ التحْلِيْحِ الكَشْفُ.
وَاعلَم أَنَّ البَاقي الحيَّ منهُمَا ... إِلى أَجلٍ أَقصَى مَدَاهُ قَرِيبُ