قَصِيْدَةَ كَعْبٍ الغَنَوِيِّ فِي شِعْرِهِ وَأمْلأهَا عَلَيْنَا أَبُو الحَسَنَ عَلِيُّ بنُ سُلَيْمَانَ الأخْفَشُ قَالَ: قُرِىَ لنَا عَلَى أَبِي العَبَّاسِ مُحَمَّد بن الحَسَن الأحْوَلِ ومُحَمَّد بن يَزِيْد وَأحْمَد بن يَحْيَى قَالَ وَبَعْضُ النَّاسِ يَرْوِي هَذِهِ القَصيْدَةَ لِكَعْبِ بن سِعْدٍ الغَنَوِيِّ. وَبَعْضهُم يَرْوِيْهَا بِأسْرِهَا لِسَهْمٍ الغَنَوِيِّ وَهُوَ مِنْ قَومِهِ وَلَيْسَ بِأخِيْهِ. وَبَعْضَهُم يَرْوِي شَيْئًا مِنْهَا لِسَهْمٍ. وَالمَرْثيُّ بِهَذِهِ القَصِيْدَةَ يُكَنَّى أبَا المِغْوَارِ واسْمُهُ هَرِمٌ. وَبَعْض يَقُولُ اسْمُهُ شَبِيْبٌ وَيُحْتَجُّ بِقَوِلِهِ.
أقَام وَخَلَّى الظَّاعِنِيْنَ شَبِيْبُ.
وهذا البَيْتُ مَصْنُوع وَالأوَّلُ أصحُّ لأَنَّهُ رَوَاهُ ثِقَةٌ. وَهَؤلاءِ يَخْتَلِفُونَ فِي تَقْدِيْمِ الأبْيَاتِ وَتأخِيْرِهَا وَزِيَادَتِهَا وَنَقْصَانِهَا وفي تَغَيُّرِ الحُرُوفِ وفي مَتْنِ البَيْتِ وَعَجْزِهِ وَصَدْرِهِ وأنَا ذَاكِرٌ مَا يَحْضرُنِي مِنْ ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: وَزَادَنَا أحْمَدُ بن يَحْيَى عَنْ أَبِي العَالِيَةِ فِي أوَّلِهَا بَيْتَيْنِ وَهُمَا (?):
ألا مَنْ بِقَبْرٍ لا تَزَالُ تَهُجُّهُ ... شِمَالٌ وَمِسْيَافُ العَشِيّ جُنُوبُ
بِهِ هِرَمٌ يَا وَيْحَ نَفْسِي مَنْ لنَا ... إِذَا طَرَقَتْ للنَّائِبَاتِ خُطُوبُ
تَهُجُّهُ: تُهْدِمُهُ. يُقَالُ هَجَّ البَيْتَ وَهَجَمَهُ إِذَا هَدَمَهُ. مِسْيَاف مِفْعَالٌ مِنْ سَافَهُ يَسِيْفُهُ سَيْفًا إِذَا ضَرَبَهُ بِالسَّيْفِ يُرِيْدُ أَنَّهَا فِي حِدَّتِهَا فِي الصيْفِ وَالشَّتَاءِ كَالسَّيْفِ وَأوَّلُ القَصِيْدَة فِي رِوَايَة الجَّمِيْعِ:
تَقُولُ سُلَيْمَى مَا لِجِسْمِكَ شَاحِبًا ... كَأنَّكَ يَحْمِيْكَ الطَّعَامَ طَبِيْبُ
تتَابعُ أحْدَاثٍ تَخَرَّمْنَ إخْوَتِي ... وَشَيَّبْنَ رَأسِي وَالخُطُوبُ تُشِيْبُ
لَقَدْ عَجَمَتْ مِنِّي الحَوَادِثُ مَاجِدًا ... عَرُوفًا لِرَيْبِ الدَّهْرِ حِيْن يُرِيْبُ
فَتَى الحَرْبِ إِنْ حَارَبْتَ كَانَ سِمَامَهَا ... وفِي السِّلْمِ مِفْضَالُ اليَدَيْنِ وَهُوبُ
جَمُوعُ خِلالِ الخَيْرِ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ... إِذَا جَاءَ جَيَّاء بِهُنَّ ذَهُوبُ
فَتًى لا يُبَالِي أنْ يَكُونَ بِجِسْمِهِ ... إِذَا نَالَ خَلَّاتِ الكِرَامِ شُحُوبُ