ولَا مُنجّمًا ولا عرّافًا ولا عايفًا إِلَّا جمَعهم ثم أخبرهُم بقصّتِهِ وَشكا إليهم سَهَرَهُ فقَالوا إِنَّهُ ما قَتل رَجلٌ أخاه أو ذَا رحمٍ منه علَى نحو مَا قتلتَ أخاك إِلَّا أصَابَهُ السَهرُ ومُنعَ من النَومِ فأقبَل لمّا قالُوا ذلك عَلَى مَن أشار عَليه بقَتلِ أخيهِ وسَاعده عَليه من إقيال حمَير فقَتلهم حَتَّى أفنَاهُم فلما وصَل إِلى ذِي رُعينٍ وأرادَ قَتلهُ قال لَهُ أيها الملكُ إِنَّ لي عندكَ بَراءَةً مما تُريدُ أَن تَصنَع بي قال وَما بَراءَتُكَ ومَا أَمانُك قال: مُر خازنكَ أن يخرجَ الصّحيفَةَ التي استَودَعتُكَها فأخرجَهَا فَنَظر إِلى خاتَمهِ عَليهَا ثم فضّها فإذا فيها البيتَانِ، ثم قال أيُها المَلكُ قَد نَهيتُك عن قتلِ أَخيكَ وعَلمتُ أنكَ إِن فَعلتَ ذَلكَ أصَابَكَ الّذِي قَد أصابَك فَكتَبتُ هَذين البَيتينِ بَراءَةً لِي عِندَ كما عَلمتُ أَنَّكَ تصنَعُ بمَن أَشارَ عَليكَ بقتلِ أخيكَ، فقَبِلَ ذَلكَ منهُ وعَفَا عَنه وَأَحسَنَ جَائزتَهُ وَأجزَلَها وأَسنَاهَا لَهُ.
عَبد اللَّهِ بن جدعَانَ:
5645 - أُلامُ وَأُعطِي وَالبَخِيلُ مُجاورِي ... لَهُ مِثلُ مَا لي لَا يُلَامُ وَلَا يُعطِي
المُهلّبي الوَزيرُ:
5646 - أَلَا مَوتٌ يُبَاعُ فأَشتَرِيهِ ... فهَذَا العَيشُ مَا لَا خَيرَ فيهِ
بعدَهُ:
إِذَا أبصرتُ قبرًا مِن بَعيدٍ ... وَدِدتُ لَو أننَّي مِمَّا يليهِ
أَلَا رَحِمَ المُهيمنُ نفسَ حُرٍّ ... تَصَدَّقَ بالوَفاةِ على أخِيهِ
عَلي بن مسهرٍ الكاتبُ:
5647 - إِلامَ يُراعي كُلفَةَ الصَّبرِ حَازمٌ ... ويَحملُ أَعباءَ الخُطُوبِ جَليدُهَا
5648 - أَلانَ لدَاوُودَ الحَديدَ بقُدرَةٍ ... إلهٌ عَلَى تَليين قَلبكِ قَادِرُ