إليهم، وَكانَ الفَضل بن الرّبيعُ لمّا رتّب منزِلتهُ عِندَ الرَّشيدِ يحبُّ أَن أَكُونَ في حَاشيتهِ وخاصته فراسَلنِي واستَمالني وأرغبَبي، فلَم أُجبهُ إلى ذلك، فلما جَرى على البَرامِكةِ الذي جَرى واستولى الربيعُ عَلى الأمُور لقيني في موكِبه وأنا متوجّهٌ إِلى حَبس البَرامكةِ وكان الرشيدُ قَد أذِنَ لي في الدخول عَليهم فقال لِي وقَد ترجّلتُ الأَخدمَهُ: مَاذَا بقي لك الآنَ إِن كنت لم يؤثرنَا حينئذٍ فاجعَلنَا الآنَ عِوضًا، فقلتُ لَهُ: يا سيّدِي أنا كما قالَ الشاعِرُ:
وقَائِلةٍ جفيتَ فمل إلينَا ... كفَاكَ مَكانَ جَاريةٍ مَكَاني
فقلتُ لها الفؤادُ لكمْ وعمر ... إِذَا مَا سُمتهُ أخرى عصَاني
وَاللَّهِ لَا أوثر عَليهم أحدًا حتـ ... ـى يفرّقَ الموتُ بَيننا
فقال لي الفضل بنُ الربيع: بَاركَ اللَّهُ عَليكَ وعَمَر المُحافظةَ وَالوفاءَ والرِّعايةَ وَالصفاءَ بأمثالِكَ.
المتنبي في علي أحمد الخراساني:
5554 - الأَدِيبُ المُهذَّبُ الأَصيَدُ الضَّربُ ... الذَّكيُّ الجَعدُ السَّرِي الهُمامُ
جَرِيرٌ:
5555 - أَلا رُبَّ أَعشَى ظَالمٍ مُتَخَمِّطٍ ... جعَلتُ لعَينيهِ جلاءً فَأَبصَرَا
بَعْدهُ:
وَلم أكُ نارًا يتقِي النَّاسُ شَرَّهَا ... وسمًّا لأعداءِ العَشيرة مُمْقرَا
ولمّا قتَل السّفاح أبا سَلمة تمثّلَ، قال:
ولم أكُ نارًا يتّقي الناسُ شرَّها ... فتَرهَبَني إِنْ لم تكُن لي رَاحما
عبدُ اللَّه بن المعتزّ: