يَستَعطِفُهُ لِمَا جَرَى منهُ في خَبرِ مَدينَةِ مَرسِيَةَ وقَد أَسَر الإفرنجُ عَبدَ اللَّهِ وَلدَ المُعتَمدِ يَقُولُ:

أُصَدِّقُ ظَنِّي أَم أُصبحُ إِلى الصَّحبِ ... وأُمضي عزمي أَعُوجُ إِلى الرَّكبِ

إِذَا ابتَعدتُ في أمرِي مَشَيتُ مَعَ الهَوَى ... وإِن أَتَعقَّبهُ نكَستُ عَلَى عَقبِي

أَهابُكَ للحَقِّ الَذِي لكَ في دَمِي، البَيتُ وبعدَهُ:

وَكَم قَد فَرَت يُمناكَ بِي من ضَريبةٍ ... فَلَا غَروَ يومًا أَن يُغلَّكَ من غَربي

أَمَّا إِنَّهُ لولَا عَوارفكَ التي جَرت ... بِين مَجرى الماءِ في الغُصنِ الرَّطبِ

لمَا سُمتُ نفسِي مَا أَسُومُ مِن الأَذَى ... ولَا قلتُ عن الذنبَ فيما جَرَى ذَنبِي

سَأَستميحُ الرحمن لَديكَ ضَراعةً ... وأَسألُ سُقيا مِن تَجاوزِكَ العَذبِ

وإِن نَفحِتني من سمائِكَ حرجَفٌ ... سأهتِفُ يا بَردَ النَّسِيم عَلَى قَلبِي

قال فأَجابَهُ المُعتَمدُ عَلَى اللَّهِ يَقولُ (?):

تَقدَّم إليَّ ما اعتَدتَ عنِدي من الرُحبِ ... وَرد تَلقكَ العُتبي حجَابًا عَن العَتبِ

مَتَى لمقَنِي تَلقَ الذِي قَد بَلوتَهُ مستوحيًا ... عنِ الجَانِي رؤوفًا عَلى الصَحبِ

سَأُوليكَ منِّي مَا عَهِدتَ منَ الرِّضا ... وأَصفَحُ عمَّا كَانَ إِن كَان من ذَنبِ

فمَا أَشعر الرحمَنُ قلبي قَسوةً ... ولَا صَان نسِيانُ الأَذيَّةِ من شعبي

قَريضُكَ قد أبدى تَوحُّشَ جَانبٍ ... فجَاوبتُ تَأنيسًا وعلمُكَ في حَسبي

تكلَّفتُ أَبغَي بهِ لكَ سَلوةً ... وَكيفَ يُعانِي الشعر مشتَركُ اللبِّ

سَعِيدُ بن حُمَيدٍ:

5419 - أَهابُ وَأستَحِيي وأَرقُب وَعْدَهُ ... فَلا هُو يَبدَأني ولَا أَنَا أَسأَلُ

بعده:

هُو الشَّمس مُجراها بَعيدٌ وَضوءُهَا ... قَرِيبٌ وَقَلبي بالبَعيدِ مُوَكَّلُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015