وموافقة التوجيه وحلاوة الاستعارة ولطف المخلص ونظافة الحشو والترديد والتصدير وتأكيد الاستثناء وكمال التتميم والإغراق في الغلو وموازاة المقابلة ووقوع الحافر على الحافر وسهولة التسهيم ودلالة التتبيع والوحي والإشارة وتكريرها وبراعة الابتداء وتمكين القوافي والملاءمة بين صدر البيت وعجزه ثم يباشر بشرح الأصناف مستدلًا عليها بنماذج شعرية، وقد حفلت الهوامش بفوائد جليلة وشواهد مضافة وتعليلات غنية وتفسيرات متممة تغني المتن بمنافعها وترفد المصطلحات باستشهادات لشعراء من عصور مختلفة وآراء جديدة حديثة عن هذه المصطلحات وهو يذكر كتبًا وينقل عن علماء ويستشهد بآراء المبرد وصاحب كتاب محك الفهم ومعيار النظم وأبي العيناء والحاتمي والأصمعي وثعلب وقدامة بن جعفر أما أدوات الشاعر فيفرد لها جانبًا من المقدمة لاعتقاده بأن الشاعر لا غنى له عنها ومتى أعوزه شيء منها نقض شعره انحط قدره. وطبقات الشعراء متفاوتة بحسب مراتبهم من الأدوات والآلات. ويعقب عليها بأقسام الأدب ليكون النحو أولها لأنه قوام اللسان وميزان البيان ورونق الإشارة وزينة النطق والعبارة ولغة العرب التي لا يستقيم الشعر إلّا بها فهي مادة الشاعر والعروض ليعرف به موزون الشعر من مخرومه وخارجه من مطبوعه ثم الإكثار من حفظ الأشعار ليكون حجة ويقف عند صحة الانتقاد لأنّها صناعة غير صنعة نظم الشعر وهي أصعب منه فقد قيل إن نقد الشعر أشدّ من قوله وعمله، وقد يستسهله جاهل بعلمه مغرور بمطاوعة طبعه في نظمه.

وقد أجمع العلماء البلغاء والفضلاء والأدباء على استصعابه حتى لقد كان الفحول من الشعراء ينظم أحدهم القصيدة في سنة كاملة ويفتخر بذلك ويمُنُّ به على الممدوح فيقول جئتك ببنت حولها وهذه من الحوليّ المنقح وصنعة نقد الشعر غير صنعة نظمه. . . ويأتي على نماذج من انتقد عليه الشعر. . . وفي كل باب من هذه الأبواب يحاول المؤلف اختتامها بعبارات توحي بأنه اختصر مخافة الإطالة والإسهاب ويؤكد أن الشرط في هذه المقدمة الاختصار ويفصل بين المدح والشكر فالمدح وصف الخلال والشكر وصف الفعال ثم يستشهد بنماذج شعرية للمدح والشكر ثم يفصل بين المختلق ثم يذكر الفروق بين الولع والهمز والترجيح بين اللّوم والعتب والفرق بين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015