الهز والاستزادة والتصارف بين الفصل والاعتذار والحدّ بين التقاضي والإذكار ثم يذكر السرقات والتفاوت بين أنواعها ويعلل ذلك بأن كلام العرب ملتبس بعضه ببعض وآخذ أواخره من أوائله والمبتدع منه والمخترع قليل يقسمها إلى ثلاثة ضروب. ضرب أجمع الأدباء من علماء الشعر ونُقّاد الكلام على استحسانه وتسويغه وتجويزه ومسامحة الشاعر فيه ويفصل في هذا وضرب قد استعملته العرب مجازًا وتوسعًا وعزفت عنه أنفس الشعراء الفضلاء والمفلقين الأدباء فلا يوجد في أشعارهم إلا نادرًا ولا يستحسن منهم الإتيان بمثله.

وضرب يستحق معتمده عليه الضرب بل القطع لافتضاحه بشنعة السرق وقبيح الأخذ والإفساد فيه. . .

ويعدد فضائل الشعر لأنه أولى ما تحلّى به الكريم وأحلى ما تمثل به العليم يدل على غزارة المروءة ويزيد في الوداد والأخوة والبسطة والقوة وصناعة بارعة من أدوات الفتوة كما قال عبد الملك بن مروان للحجاج بن يوسف في أول مقدمه إلى العراق أجز الشعراء فإنهم يحيُّون مكارم الأخلاق ويحضون على البرّ والسخاء.

ويغني المؤلف بعض حواشي الكتاب بفوائد جليلة لغوية وأدبية وتاريخية. فيذكر أخبارًا عن أبي منصور موهوب بن الخضر الجواليقي اللغوي البغدادي عن تسمية الشهر والهلال وأسماء المشهور وتسميتها وإذا استهواه بيت من شعر أورد ذكر القصيدة كاملة كما صنع في قصيدة ابن الفارض (?).

شربنا على ذكر الحبيب مدامةً ... سكرنا بها من قبل أن يخلق الكرم

وفي قصيدة أبي الحسن علي بن محمد التهامي التي يرثي بها ولده (?).

وينقل أقوال الحكماء إذا وجد فيها توضيحًا لمفردة أو شرحًا لمعنى أو تفصيلًا في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015