كثير، لا يتسع المقام لذكره مفصلًا، وإلا قرأنا صفحات كثيرة، ووجدنا أقوالًا يطول الحديث عنها.
بالرجوع إلى كتب التفسير تعرف القصة بما فيها من الكلام عن سبب بلائه، كفى قول الله -جل وعلا- عنه إنه كان صابرًا: {نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ}.
نعود إلى قصة موسى -عليه السلام-:
نموذج ثالث من الإسرائيليات، وقصة موسى في القرآن الكريم كثيرة، تعددت مواقفها، وكثرت آياتها حتى إن موسى -عليه السلام- ذكر في القرآن أكثر من مائة مرة، على ما أذكر 134 مرة، وهذا يدل على أن حياة موسى مع قومه مليئة بالدروس والعِظات، ومنهج دعوة كامل، كما أن موسى أرسل إلى بني إسرائيل، وبنو إسرائيل قوم اكتملت عندهم جميع الأمراض: العقلية والبدنية والنفسية والتكذيب، كل المواقف التي تناوئ الدعوة وقعت منهم، ولذلك لو تأملت القرآن الكريم، وعرفت أن فيه خمسة وعشرين رسولًا، فأكثر من نصف هذا العدد كان موجهًا لبني إسرائيل، تقريبًا ثلاثة عشر رسولًا من المذكورين في القرآن الكريم، كلهم أرسلوا إلي بني إسرائيل.
على أية حال، الإسرائيليات في قصص موسى كثيرة، تبعًا لكثرة ذكر موسى، ومواقف قومه، وما وقع من فرعون، وما وقع من موسى مع قومه كلام كثير.
قصة موسى -عليه السلام-: اختلفوا في عدد القتلى الذين ذبحهم فرعون في طلب موسى، كما نعرف، الله -جل جلاله- قال في محكم كتابه: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} (القصص: 7) كان فرعون قد رأى رؤية وحكاها للكهنة أن رؤيا