الفرق المنحرفة الأخرى البابية والبهائية: وأيضًا إطلالة سريعة على هذه الفرق، فنجد أن البابية نسبة إلى المؤسس الأول للجماعة الذي كان يلقب بالباب، والبهائية نسبة للمؤسس الثاني؛ حيث كان يلقب ببهاء الله، وهذه النحلة قامت على يد ميرزا علي محمد، الملقب بالباب الذي نشأ في شيراز بجنوب إيران، وأخذ شيئًا من مبادئ العلوم ثم اشتغل بالتجارة، ولما بلغ من العمر الخامسة والعشرين ادعى إنه المهدي المنتظر، وكان إعلانُه بهذه الدعوة سنة 1260 هـ فأخذها بالتسليم طائفة من الجهلة، وأرسل بعض هؤلاء الجهال إلى نواحٍ مختلفة من إيران للإعلام بظهوره، ونشر مزاعمه، وأكاذيبه، والبابية والبهائية، وكلام كثير كله من الأباطيل.
لننتقل إلى نماذج من تفاسيرهم: يقول ميرزا علي المسمى بالباب المؤسس لهذه الفرقة يقول في تفسير قوله: {إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ} (يوسف: 4) المراد من يوسف هو الحسين بن علي، والمراد بالشمس فاطمة، وبالقمر محمد، وبالنجوم أئمة الحق؛ فهم الذين يبكون على يوسف سجدًا.
ونظام البهاء له كلام في الوصية والميراث جاء عنه ما نصه: قرر بهاء الله أن يكون لكل شخص حق في التصرف في أملاكه في حال حياته، بأي طريقة يختارها، وأوجب على كل شخص وصيته يعين فيها كيف يكون تقسيم ميراثه بعد وفاته؛ فإذا توفي شخص بدون وصية، يقسم ما تركه على نسب معينة على سبعة أصناف من الوارث، وهم الأولاد والزوجة أو الزوج والأب والأم والأخوة