بحار ولا صخرة استقرت عليها الأرض، فهذه الإسرائيليات مخالفة للحس والمشاهدة قطعًا، فكيف نتعلق بها؟
وهو يقصد بكلمة عصور الجهل والخرافات، المراد عصور جهل أهل الكتاب الذين بدل وا وغيروا، أما عصور المسلمين وحكم المسلمين فهي -بفضل الله- زاهية، وعصور تقدم وازدهار.
يقول شيخنا: ورحم الله الإمام الألوسي حيث قال: والذي أذهب إليه ما ذهب إليه القرافي؛ من أنه لا وجود لهذا الجبل بشهادة الحِس، فقد قطعوا هذه الأرض برَّهَا وبحرهَا على مدار السرطان مرات، فلم يشاهدوا ذلك، والطعن في صحةِ الأخبارِ، وإن كانَ جماعةٌ من رواتِهَا ممن التزم تخريجَ الصحيح أهون من تكذيب الحس، وأمْرُ الزلازل لا يتوقف أمرها على ذلك الجبل، بل هي من الأبخرة المتولدة من شدة حرارة جوف الأرض، وطلبها والخروج مع صلابة الأرض، فيحصل هذا الاهتزاز، وإنكار ذلك مكابرة عند من له عرق من الإنصاف.
هذا كلام العلامة الألوسي، وهو على كل حال ليس متخصصًا في علوم الفيزياء والطبيعة، لكن هذا اجتهاده، والمشاهد والحس الذي نراه يبين أنه لا صلة ب هذه الجبال والبحار التي ذكرت؛ فهي خرافات وأباطيل نقلت عن بني إسرائيل.
يقول شيخنا: ولا أدري لو أن الإمام الجليل الألوسي عاش في عصرنا هذا، ووقف على ما وقفنا عليه من عجائبِ الرحلات الفضائية ماذا كان يقول؟ إن كل مسلم ينبغي أن يكون له من العقل الواعي المتفتح والنظر الثاقب البعيد ما لهذا الإمام الكبير.
وإليك ما قاله عالم حافظ ناقد سبق الإمام الألوسي بنحو خمسة قرون؛ ألا وهو الإمام ابن كثير، المتوفى سنة أربعمائة أربعة وسبعين قبل الإمام الألوسي بخمسة