علينا قطع المسافة البعيدة، أو ابعث لنا رجلين أو ثلاثة ممن مات من آبائنا" فنزلت الآية.
قال عنه الحافظ ابن حجر، بعد أن ذكر هذا الكلام بالنص: لم أجدْهُ بهذا السياق، وذكره الطبري ابن جرير بنحوه، حيث أخرج في تفسيره روايات عديدة حول هذا المعنى بسندٍ ضعيفٍ، وكذا الواحدي في أسبابه، بهذا المعنى مطولًا بسندٍ فيه ضعف، حيث أخرجَهُ من طريق عبد الجبار بن عمر الإيلي عن عبد الله بن عطاء عن جدته أم عطاء مولاة الزبير، فابن عمر ضعيف، عنده مناكير، كما قال عنه الإمام البخاري، وابن عطاء قال عنه الحافظ ابن حجر في (التقريب): صدوق يخطئ ويدلس.
وإضافة إلى ما سبق: ف إن السورة مدنية في قول أكثر العلماء، كذا قال صاحب (الإتقان)، وعلى هذا إذا كانت السورة مدنية؛ فإن ما ذكره أبو السعود سببًا لنزولِ الآية، يحول دون صحتِهِ الواقع التاريخي لزمن النزول، فسورةُ " الرعد " مدنيةٌ نزلت بالمدنية، وأبو جهل كان بمكةَ، فكيف يتسنَّى القول ب أنها نزلت في أبي جهل.
أيضًا من الأسباب في قوله -تبارك تعالى-: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا} (الإسراء: 73)، أوردوا في سبب نزولها أحاديث، وأسباب واهية، فهذا أبو السعود يقول: نزلت في ثقيف، إذ قالوا للنبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا ندخل في أمرك، حتى تعطينا خصالًا نفتخر بها على العرب؛ لا نحشر، ولا نعشر، ولا ننحني في صلاتنَا، وكل رِبًا لنا فهو لنا، وكل رِبًا علينا فهو موضوع عنَّا، وأن تمتعنَا باللاتِ سنة، وأن تحرم وادينا كما حرمت مكة، فإذا قالت العرب: لما فعلت؟ فقل: إن الله أمرني بذلك" (تفسير أبي السعود).