كتاب (تمييز الطيب من الخبيث) أخرجه ابن ماجه، والطبراني في (الأوسط) و (الصغير) من طريق المنكدر بن محمد المنكدر عن أبيه عن جابر، والمنكدر هذا ضعفوه من قِبَلِ حفظه، وهو في الأصل صدوق، لكن في السند من لا يعرف، والحديث عند البزار منقطع، قال شيخنا بعد إيراده من طرق كثيرة: وهو قوي.

وهذا الحديث أورده القاضي أبو بكر بن العربي من نفس الطريق في (أحكام القرآن)، وقال تعقيبًا عليه: قال سليمان: لا يروى هذا الحديث عن محمد بن المنكدر بهذا التمام والشعر إلا بهذا الإسناد تفرد به عبد الله بن خلصة.

كما أورد هذا الحديث ابنُ جرير في (المطالب العالية) من رواية بن أبي عمر عن الشعبي، وعنه قال حبيب الرحمن تعقيبًا عليه في كتابه (المطالب العالية)، ضعف البوصيري السند؛ لضعف محمد بن أبي ليلى، وإذا ثبت أن الحديث ضعيف السند منقطع غير متصل لا نعلم صحةَ نسبِهِ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فمن الخطأ البَيِّنِ رفعُهُ إلى المعصوم -عليه الصلاة والسلام- على أنه قد روي في بر الوالدين في (الصحيحين) وغيرهما ما يغني عن هذه الأحاديث، فقد ورد في فضل البر ما لا يحصى كثرة من الأحاديث، وصح عن العقوق أنه من أكبر الكبائر، وأقبح الذنوب.

الآثار والأحاديث الموضوعة والضعيفة في أسباب نزول الآيات

ننتقل بعد ذلك إلى أسباب وأحاديث أخرى لها صلةٌ بمثل هذا:

نَرى كثيرًا من المفسرين حول الموضوع والضعيف من أسباب النزول، قد أوردوا كثيرًا من الأسباب، فذكَرُوا في تفاسيرهم أسبابًا للنزول، ولم يلتزموا الصحة فيما ذكروهُ من أسباب، بل إنهم سودوا كتبهم بما هو ضعيف السند، أو واهي الأساس، وربما ذكروا ما يتعارض مع نصٍّ من نصوص الإسلام، أو يتنافى مع الإجماع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015