الآية في دار إلا اهتجرتها الشياطين ثلاثين يومًا، ولا يدخله ساحرٌ، ولا ساحرة، أربعين ليلة، يا علي علمها ولدك، وأهلك وجيرانك، فما نزلت آية أعظم منها" وإن كانت آية الكرسي فعلًا لها أحاديث أخرى في فضلها، لكن هذا النص من الأحاديث الموضوعة.
وكذلك الحديث الذي ذكره بعده، وهو أن الصحابة تذاكروا أفضل ما في القرآن، فقال لهم علي - رضي الله عنه - أين أنتم من آية الكرسي؟، ثم قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا علي سيد البشر آدم، وسيد العرب محمد ولا فخر، وسيد الفرس سلمان، وسيد الروم صهيب، وسيد الحبشة بلال، وسيد الجبال الطور، وسيد الأيام يوم الجمعة، وسيد الكلام القرآن، وسيد القرآن البقرة، وسيد البقرة آية الكرسي".
فقد قال الحافظ في تخريج أحاديث (الكشاف) لم أجدهما؛ الحافظ ابن حجر.
وهذا لا يعني أن كل ما ذكر في فضائل السور ضعيف كما أشرت؛ فقد صح في بعض السور كما سبقت الإشارة، وصح في آية الكرسي وفي الآيتين من آخر سورة البقرة، فقد جاء الحديث: ((من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه)) فقد رواه البخاري ومسلم، وأيضًا الحديث الآخر: ((أوتيت خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش، لم يؤتهن نبيٌّ قبلي)) وا لحديث أخرجه النسائي وأحمد.
وأيضًا ينبغي أن يعلم أنه ليس كل ما ذكره الزمخشري، وأمثاله عن أُبَي بن كعب يكون موضوعًا؛ فقد يذكر عن أُبَي بن كعب ما هو صحيح أو حسن، وذلك مثل ما ذكره في تفسير سورة الفاتحة، حيث قال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال لأُبَيِّ بن كعب: ((ألا أخبرك بسورة لم ينزل في التوراة والإنجيل والقرآن مثلها؟)) قلت: بلى يا رسول الله، قال: ((فاتحة الكتاب، إنها السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته)) أخرجه الترمذي. وقال: حديث حسن صحيح، والنسائي والحاكم وصححه على شرط مسلم.