الزمخشري ومن تبعه يذكر الفضائل في أواخر السور، ولما سئل الزمخشري عن هذا، فأجاب بأن الفضائل صفات، وهي تستدعي الموصوف، والموصوف مقدم على صفته، كما أنهم لا يذكرون شيئًا من السند حتى الصحابي، وإليك مثالًا مما ذكره الزمخشري من هذا الحديث الطويل عقب كل سورة؛ ليكون القارئ على حذر منها.

ومن أمثال ذلك ما ذكره في آخر سورة آل عمران عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من قرأ سورة آل عمران، أعطيَ بكل آية منها أمانًا على جسر جهنم" وعنه -عليه الصلاة والسلام- قال: "من قرأ السورة التي يذكر فيها " آل عمران " يوم الجمعة، صلَّى اللهُ عليه وملائكته حتى تحجب الشمس" وفي آخر " المائدة " عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من قرأ سورةَ المائدةِ أعطيَ من الأجرِ عشرَ حسنات، ومحيَ عنه عشرُ سيئات، ورفع له عشر درجات، بعددِ كل يهوديٍّ ونصرانيٍّ يتنفس في الدنيا" أحاديث كثيرة.

ورغم أن سورة البقرة والفاتحة وآل عمران والكهف صحت في فضلها أحاديث، فقد أخرجوا أيضًا جُمَلًا من الأحاديث الموضوعة في هذه السور، وقبل أن نترك كلام أُبي، أو الحديث المسند إلى أُبَي، نقول: إن هناك أحاديث موضوعة عن غير أُبَي بن كعب؛ فبعض المفسرين قد يذكر في فضائلِ السورِ أحاديث عن غير أبي، كالذي ذكره الزمخشري والبيضاوي في فضل الفاتحة، قالا: وعن حذيفة بن اليمان: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "وإن القوم ليبعث الله عليهم العذاب حتمًا مقضيًّا، فيقرأ صبيٌّ من صبيانِهِم في الكُتَّاب: الحمد لله رب العالمين، فيرفع الله عنهم العذاب أربعين سنة" قال ولي الدين العراقي: في سنده الجويباري، ومأمون الهروي كذَّبَان، فهو من وضع أحدهما.

وقد يذكر المفسرون في فضائل الآيات ما لا يعرفه المحدثون؛ وذلك مثل ما ذكره الزمخشري وتبعه النسفي وغيره في فضل آية الكرسي من قوله: "ما قرئت هذه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015