رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. من أبرز من اتهمه بذلك المستشرق الشهير اليهودي "جولد زيهر" وأيضًا تبعه أحمد أمين، ولهؤلاء كلام كثير عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- ونحن عندما ندافع عن عبد الله بن عباسٍ -رضي الله عنه- وهو حبر الأمة، نقول: إن رجوعه إلى مسلمي أهل الكتاب لم يكن بهذه الكثرة التي يحاول أعداء الإسلام أن يصوروها لنا، بل كان ما نقله ابن عباس قليلًا بل أقل القليل، بل إننا لا نتجاوز الصدق إذا قلنا: إن ما نقله كان قليلًا جدًّا.
ثانيًا: إن هذا النادر الذي حدث فيه رجوع من الصحابة لأهل الكتاب، لم يكن في أمرٍ يتعلق بالعقيدة أو أمور التشريع، وإذا حدث فكان على سبيل الاستشهاد والتقوية لما جاء في بعض الآيات، ولم يكن يتعلق بأصول العقيدة، ولا بأصول التشريع.
ثالثًا: إن الصحابة لم يسألوا أهل الكتاب عن شيء كان للرسول -صلى الله عليه وسلم- فيه كلام، فالصحابة أجل من أن يقدموا بين يدي الله ورسوله شيئًا، بل كانوا يأخذون على سبيل الاستشهاد فقط.
رابعًا: إن الصحابة -وخاصة ابن عباس- كانوا ينهون عن سؤال أهل الكتاب؛ لأن أهل الكتاب حرفوا وغيروا وبدَّلوا، وزالت الثقة تمامًا عنهم، فلم يبقَ في الدنيا كتاب سماوي صحيح إلا القرآن، وهو المهيمن على ما عداه من الكتب السابقة، وفيه غُنية عما سواه.
أخرج البخاري في صحيحه عن ابن عباسٍ -رضي الله عنها- قال: "يا معشر المسلمين، تسألون أهل الكتاب؟ وكتابكم الذي أنزله الله على نبيه -صلى الله عليه وسلم- أحدث الأخبار بالله