أما حديث عيادة الملائكة: فهو ما روي كذبًا أيضًا "أن الله اشتكت عيناه، فعادته الملائكة" وأما حديث قصص الذهب فلعل المراد به ما روي كذبًا "ينزل ربنا عشية عرفه على جمل أورق، يصافح الركبان ويعانق المشاة" قال العلامة ابن تيمية: هو من أعظم الكذب، أما حديث زغب الصدر؛ فهو أيضًا ما روي زورًا "خلق الله تعالى الملائكة من شعر ذراعيه وصدره، أو نورهما".
أحاديث كلها كذب لا تقبل لا عقلًا ولا شرعًا ولا منطقًا، وربما يكون لنا عودة إلى أنواع من الأحاديث، التي ذكرتها الفرق الضالة والزنادقة، كما فعلت الخوارج والقدرية والمرجئة والكرامية والباطنية.
ونظرة سريعة: الخوارج: هم الذين خرجوا على علي ومعاوية وأتباعهما، بعد ارتضاءِ عليٍّ ومعاوية بالتحكيم، وقالوا -أي الخوارج-: لا حكم إلا لله.
القدرية هم الذين يقولون: إن العبد يخلق أفعال نفسه الاختيارية، فقد سلبوها عن الله سبحانه ونسبوها لأنفسهم.
المرجئة: هم الذين يؤخرون الأعمال عن الإيمان، ويقولون: لا يضر مع الإيمان معصية، كما لا ينفع مع الكفرِ طاعة.
أما الكرَّامية: فهم أتباع محمد بن كرَّام السجستاني.
الباطنية: هم الذين يقولون: إن للقرآن ظاهرًا وباطنًا، والمراد الباطن، ونسبة الباطن إلى الظاهر كنسبة اللب إلى القشر، ولهؤلاء أحاديث وضعوها تؤيد مذاهبهم، وينتصرون بها لأهوائهم، لنا عودة إلى نماذج من كلام هؤلاء فيما يأتي -إن شاء الله.