والروايات في هذا كثيرة؛ بعض الذين يكذبون إذا استنكر من يقومه ويصحح كذبه أو يكشف كذبه كان يضرب العالم الذي يصحح له كذبه.
عاشرًا: إقامة دليل على ما أفتى؛ قال الإمام السيوطي -رحمه الله-: وهناك درب يلجئون إلى إقامة دليل على ما أفتوا به بآرائهم فيضعون؛ أي: يكذبون، وقيل: إن الحافظ أبا الخطاب بن دحية كان يفعل ذلك؛ وكأنه الذي وضع الحديث في قصر المغرب، ومن ذلك ما رواه ابن الجوزي عن سعيد بن طريف: أنه رأى ابنه يبكي، فقال: ما لك؟ قال: ضربني المعلم، فقال: أما والله لأخزينهم، حدثني عكرمة، عن ابن عباس، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "معلمو صبيانِكُم شرارُكُم". انظر: (الموضوعات) لابن الجوزي هكذا كانوا يكذبون؛ ليقيموا دليلًا على ما أفتوا به من القول.
الحادي عشر: وهو ما ذكره الإمام السيوطي بقوله: وهناك درب امتحنوا بأولادهم أو ربائب أو وراقين فوضعوا لهم أحاديث ودسوها عليهم، فحدثوا بها من غير أن يشعروا كعبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي، وكحماد بن سلمة ابتلي بربيبه ابن أبي العرجاء؛ فكان يدس في كتبه، وكعمر كان له ابن أخ رافضي فدس في كتبه حديثًا عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عباس قال: نظر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى علي، فقال: "أنت سيد في الدنيا، وسيد في الآخرة، ومن أحبك فقد أحبني، وحبيبي حبيب الله وعدوك عدوي، وعدوي عدو الله، والويل لمن أبغضك بعدي". فحدث به عبد الرزاق عن معمر وهو باطل موضوع. كما قال ابن معين.
هذه هي الأسباب حول الوضع وأسباب انتشاره في التفسير وفي كتب التفسير في بالمأثور على وجه الخصوص.