ومن أمثلة ما وضعوه في هذا المجال حديث: "يكون في أمتي رجل يقال له النعمان بن ثابت يكنى أبو حنيفة، يحيي الله على يديه ديني، وسنتي" (تدريب الراوي).
رابعًا: التعصب المذهبي الفقهي الممقوت؛ فالتعصب ينتج عن الجهل حيث لم يأخذ أصحاب التعصب المذهبي الفقهي بالمبدأ المتفق عليه بين أئمة الفقه، ونادى به كل صاحب مذهب، وهو إذا صح الحديث فهو مذهبي؛ لم يأخذوا بهذا الكلام. فالتعصب الممقوت قد يدفع بعض أصحاب التعصب المذهبي إلي وضع أحاديث تؤيد وتشهد لهم بصحة ما يرون.
ومن ذلك ما روي: أنه قيل لمحمد بن عكاشة الكرماني: إن قومًا يرفعون أيديهم في الركوع، وفي الرفع فيه؛ فقال: حدثنا المسيب بن واضح عن أنس مرفوعًا: "من رفع يديه في الركوع؛ فلا صلاة له" حديث أخرجه ابن الجوزي في (الموضوعات) قال الشوكاني: رواه الجوزقاني عن أنس مرفوعًا، وهو موضوع، والمتهم به محمد بن عكاشة الكرماني.
وهكذا كان للتعصب المذهبي أثره السيئ على الثقافة الإسلامية؛ حيث كان كل صاحب مذهب يكذب، وينسب أحاديث مكذوبة، ويرفعها كذبًا انتصارًا لمذهبه.
خامسًا: من الأسباب استرضاء الخلفاء والحكام، والتقرب إليهم بما يوافق هواهم؛ لقد بلغ من بعض النفوس الضعيفة التي أحبت الدنيا، ورغبت في متاعها الزائل أن وضعت الأحاديث، ورأت أن ذلك خير وسيلة للتزلف والتقرب إلى الأمراء، والتقرب إلى الخلفاء؛ لما يوافق هواهم، ويساير رغباتهم؛ بسبب ذلك ما روي عن غياث بن إبراهيم حيث وضع للمهدي في حديث: "لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر أو جناح" فزاد فيه كلمة أو جناح، والحديث أخرجه أصحاب السنن الأربعة، وكان المهدي إذ ذاك يلعب بالحمام؛ فتركها بعد