ذبح أربعة آلاف بقرة، وكف عن إبراهيم؛ إلى غير ذلك من الروايات، هذا كله لا يصح، وفيه نظر، ولا يؤيده أثر صحيحٌ.
على أن أسطورة ملك الظل التي اختلقها القصاصون؛ مصدرها الحقيقي محمد بن السائب الكلبي، وقد سبقت الإشارة إلى أنه أحد الموردين للإسرائيليات والأكاذيب، وأنه محمد بن السائب الذي كان سبئيًّا ومتخفيًا ليسوق لنا الأباطيل والخرافات، وقد نص على أن هذا من كلام محمد بن سائب الكلبي الإمام القرطبي في ت فسيره عند تفسير الآية، والكلبي كذابٌ متروك لا يعتمد عليه، وكان يكفي في إبطال هذه الرواية نسبتها إليه، ولكنّ القصاصين ومن تبعهم من المفسرين جاءوا من ذلك بغير ما قصه الله علينا؛ فكل هذا من خرافات بني إسرائيل وزنادقتهم أرادوا أن يشوهوا صورة القرآن والإسلام والمسلمين، وبثوا في عقيدتنا ما يُفسد عقائدنا.
بعضُ المُفسرين فطنوا لذلك؛ فلم يُقيموا لها وزنًا، بل نبهوا على بطلانها؛ من ذلك هذا الإمام الشيخ الشنقيطي -عليه رحمة الله- هو من الأئمة الأعلام، صاحب كتاب (أضواء البيان) إذ قال: وذكروا في القصة أن نمرود أشرف على النار من الصرح؛ فرأى إبراهيم جالسًا على السرير يؤنسه ملك الظل؛ فقال: نعم الرب ربك يا إبراهيم؛ لأقربن له أربعة آلاف بقرة، وكف عنه. وكل هذه من الإسرائيليات والمفسرون يذكرون كثيرًا منها في هذه القصة، وغيرها من قصص الأنبياء. انظر (أضواء البيان) للشنقيطي الجزء الرابع في تفسير هذه الآيات.
تعليقنا النهائي:
والصواب ما ذكره الإمام الشنقيطي وغيره أنّ هذه إسرائيليات لا تُقبل إذ لم يثبت بها نص، وهذا هو الصواب، وهو الأولى والأفضل، وألا نتجاوز ما نطق به