حيل وخداعات كثيرة يتظاهرون بأنهم محبون لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بينما هم يضمرون العداوة والبغضاء للمسلمين، وما أصدقَ القرآن عندما قال: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}! (المائدة: 82).
أما النصارى فكانت ثقافتهم تعتمد في الغالب على الإنجيل الذي أشار القرآن إلى أنه من الكتب السماوية في قوله: {ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلََ} (الحديد: 27).
وعلى كل حالٍ الأناجيل يطلق عليها وعلى ما انضم إليها من رسائل الرسل اسم "العهد الجديد" والكتاب المقدس عند النصارى يشمل: التوراة والإنجيل، يعني: يشمل العهد القديم والعهد الجديد، وهذا مما ينبغي أن نغفل عنه. وعلى كل حال فأثر الإسرائيليات هو الأكثر، وكان غالب اللون اليهودي هو الدخيل من كلام اليهود، فأُطلِقَ لفظ الإسرائيليات على كلام اليهود، وعلى كلام غيرهم.
العلاقة بين الدخيل والإسرائيليات:
بعدما عرفنا معنى الدخيل ومعنى الإسرائيليات، وأن كلًّا منهما غريب على التفسير وبعيد عنه. نقول: إن الإسرائيليات جزء من الدخيل، فالدخيل أعم من الإسرائيليات؛ لأن لفظ الدخيل كلمة واسعة تتناول القسمين، الدخيل المأثور، ودخيل الرأي، بينما الإسرائيليات هي جزء فقط من أنواع الدخيل في النقل والمأثور.
وكلاهما الإسرائيليات والدخيل أمر مرفوض؛ لأنه يجيء بما لا يتفق مع القرآن الكريم شرحًا صحيحًا، وإن كنا سنقول: إن من الإسرائيليات ما يتفق مع القرآن أو ما لا يتعارض معه، وهذا سيكون مقبولًا إن شاء الله.