موقف آخر من مواقف نبي الله موسى: إن الإسرائيليات في قصص الأنبياء لا تتوقف، وها نحن مع الموقف الثاني من مواقف الإسرائيليات، أو من أقوال الإسرائيليات عند موقف موسى من ألواح التوراة.
فمن الإسرائيليات ما ذكره الإمام الثعلبي والإمام البغوي والزمخشري والإمام القرطبي والعلامة ال ألوسي عند تفسير قوله - جل وعلا -: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ} (الأعراف: 145) هذه الآية ذُكر فيها عند تفسيرها كلام في الألواح مما هي؟ يعني: الألواح من أي شيء؟ وما عددها؟
ذُكر في هذا أقوال كثرة عند بعض الصحابة والتابعين وعن كعب الأحبار، وعن وهب بن منبه من أهل الكتاب الذين أسلموا مما يُشير إلى منبع هذه الروايات، وأنها من أكاذيب بني إسرائيل وإسرائيلياتهم؛ إذ فيها من المرويات ما يخالف المعقول والمنقول.
وإليك ما ذكره الإمام البغوي في هذا؛ قال: قوله - تبارك وتعالى -: {وَكَتَبْنَا لَهُ} أي: لموسى في الألواح، قال ابن عباس: يريد ألواح التوراة، وفي الحديث: ((كانت من سدر الجنة، طول اللوح اثن اعشر زراع ًا)) - يعني: ستة أمتار - وجاء في الحديث ((خلق الله آدم بيده، وكتب التوراة بيده، وغرس شجرة طوبى بيده)) والحديث ان لم يخرجهما البغوي ولم يبرز سندهما، إنما العلامة الألوسي ذكر أن الحديث الأول رواه ابن أبي الحاتم، واختار القول به إن صح السند إليه، وأما الحديث الثاني فقال: إنه مروي عن علي، وعن ابن عمر وعم غيرهما من التابعين، وانظر تفسير العلامة الألوسي في هذه الآية.