وأيضًا أخرج الدارقطني والديلمي في (مسند الفردوس) بسندهما، عن ابن مسعود قال: قال رسول الله النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الذبيح إسحاق"، وهي أحاديث لا تصح، هكذا قال علماؤنا؛ علماء الجرح والتعديل، وعلماء الحديث، وعلى رأسهم شيخنا "الشيخ أبو شهبة" قال: وهي أحاديث لم تثبت ولم تصح، وأحاديث الديلمي في (مسند الفردوس) شأنها معروف، والدارقطني ربما يُخرج في (سننه) ما هو موضوع.
كما أخرج الطبراني في (الأوسط)، وابن أبي حاتم في ت فسيره، من طريق الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يس ار، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله تعالى خيرني بين أن يغفر لنصف أمتي أو شفاعتي؛ فاخترت شفاعتي، ورجوته أن تكون أعم لأمتي، ولو الذي سبقني إليه العبد الصالح، لعجلت دعوتي، إن الله - تعالى - لما فرج عن إسحاق كرب الذبح، قيل له: يا إسحاق، سل تعطى، قال: أما والله لأتعجلنها قبل نزغات الشيطان، اللهم من مات لا يشرك بالله شيئًا قد أحسن فاغفر له".
وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف، كما قال شيخنا "الشيخ أبو شهبة"، وابن زيد يروي المنكرات والغرائب، فلا يحتج بمروياته، وقد قال ابن كثير: الحديث غريب منكر وأخشى أن يكون فيه زيادة مدرجة، وهي قوله: إن الله لما فرج عن إسحاق كرب الذبح، وإن كان محفوظًا فالأشبه أنه إسماعيل وحرفوه بإسحاق.
إلى غير ذلك من الأخبار وفيها من الموقوف والضعيف والموضوع كثير، ومتى صح حديث مرفوع في أن الذبيح إسحاق قبلناه، ووضعناه على العين والرأس، ولكنها كما ترى لم يصح منها شيء، هكذا قال العلامة ال ألوسي عندما عرض لذلك.