وأما العلامة ابن الجوزي فقد حكم عليه بالوضع، وكذا ذكره الإمام السيوطي في (اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة) وتعقبه بما لا يجدي، يعني: كأنه عقَّب عليه بكلام هزيل لا يبين بطلانه وفساده، وكان من الأمانة العلمية -والكلام لشيخنا الشيخ أبو شهبة- أن يشير -أي: السيوطي- إلى هذا، وبعد هذا الكذب والتخريف ينقل الإمام السيوطي ما رواه الطبراني في (الأوسط) بسندٍ ضعيفٍ، كذا قال عن عمر بن الخطاب قال: جاء جبريل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- في غير حينه، ثم ذكر قصة طويلة في وصف النار، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- بكى، وأن جبريل بكى حتى نوديَا: إن الله أمنكما أن تعصياه. الكلام هذا مذكور في تفسير الإمام السيوطي (الدر المنثور) الجزء الأول صفحة 102 وما بعدها، وأغلب الظن -كلام شيخنا الشيخ أبو شهبة- أن هذا من الإسرائيليات التي دُسَّت في الرواية الإسلامية على حين غفلة من الناس.

ما ورد في بناء الكعبة المشرفة

الكعبة المشرفة بيت الله الحرام، وعندما نتذكر هذا البيت العتيق في التاريخ السحيق نعلم أنه بُني أكثر من مرة. القرآن الكريم بيَّن أن الذي بناه هو إبراهيم -عليه السلام- وبعد ذلك بُني عدة مرات، ويذكر أنه بنته الملائكة وبناه آدم، وكذا، وكذا، كلام كثير.

ما ذكره العلامة السيوطي في تفسيره (الدر المنثور) عند قوله -جل وعلا-: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (البقرة: 127) نقل عن الأزراقي وأمثاله من المؤرخين والمفسرين الذين هم كحاطبي ليل، ولا يميزون بين بين الغث والسمين، والخبيث والطيب، والمقبول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015