فأما الفيل فكان رجلًا جبارًا لوطيًّا لا يدع رطبًا ولا يابسًا، وأما الدب فكان مؤنثًا يدعو الناس إلى نفسه، وأما الخنزير فكان من النصارى الذين سألوا المائدة، فلما نزلت كفروا، وأما القردة فيهودٌ اعتدوا في السبت، وأما الجريث -هي على وزن سكيت، وهي نوع من السمك- فكان ديّوثًا الذي لا يغار على زوجته - فنسخ إلى الجريث يدعو الرجال إلى حليلته، ولا يغضب.
أما الضب فكان أعرابيًّا يسرق الحاج بمحجنه، وأما الوطواط فكان رجلًا يسرق الثمار من رءوس النخل، وأما العقرب فكان رجلًا لا يسلم أحدٌ من لسانه، وأما الدعموث -دابة صغيرة مثل الدودة دويبة، أو دودة سوداء تكون في أماكن تجمع الماء إذا نضب ماؤها - فكان نمامًا يفرق بين الأحبة، وأما العنكبوت فامرأة سَحرت زوجَها، وأما الأرنب فامرأة كانت لا تتطهر من حَيْضها، وأما سهيل فكان عشارًا باليمن -العشار هو الذي يأخذ عشر الثمرات، والإنتاج، ضرائب يأخذها بلا مقابل، وهو معروف أن هذا من المكسب من المحرمات - وأما الزهرة فكانت بنتًا لبعض ملوك بني إسرائيل افتتن بها هاروت وماروت".
حديث ذكره السيوطي ونقله عن غيره، ويتعلق بقضية المسوخ من المخلوقات. ألا قبح الله من وضع هذا الكذب وهذا الزور والباطل، ونسبه إلى المعصوم إلى مَن لا ينطق عن الهوى -صلى الله عليه وسلم.
يقول شيخنا فضيلة الشيخ محمد أبو شهبة:
ومما يقضى منه العجب أن الإمام السيوطي ذكر هذا الهُراء من غير سند، ولم يعقب عليه بكلمة استنكار، سبحان الله، مع أن الإمام السيوطي له مواقف كثيرة طيبة في التعقيب على الأحاديث الباطلة، والموضوعات، ونحو ذلك: ومثل هذا لا يشك طالب علم في بطلانه فضلًا عن عالم كبير.