يقول تعالى في سورة المطففين: {إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ} [المطففين:22]، الأبرار جمع بار، والبار هو الذي يعمل كل بر، ولا يعمل الفجور.
{إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ * تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ} [المطففين:22 - 24]، أي: عندما تنظر في وجهه فإن البشر والنضارة ينطق في الوجه وقد جاءته هذه النضارة منذ دخوله الجنة، فقد سقوه شربة من حوض الكوثر فحصل له أشياء منها أنه: نزع الغل والحقد والحسد من القلب فما يحقد على أحد في الجنة، وأن وجهه يصبح نضراً، ويرضى عن الله ويرضى الله عنه.
{يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ} [المطففين:25]، الرحيق هو صفوة الخمر، من الخمر التي لا تختل العقول ولا يسكر ولا يهذي ولا يخرف صاحبها.
{خِتَامُهُ مِسْكٌ} [المطففين:26]، أي: طعم فمه مسك في آخر ما يشرب.
ومن ذهب إلى مكة وقبل الحجر الأسود فإنه يشم رائحة زكية هي رائحة المسك، والجرام من هذا المسك الدنيوي بسبعة آلاف ريال، فما بالك بمسك الجنة؟!! وفي الجنة عندما يمطر السحاب فوقك فإنها تمطر مسكاً، والجدران يوم القيامة مبنية من لبنة من فضة ولبنة من ذهب.
{خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين:26]، هو التنافس الحقيقي.
{وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} [المطففين:27 - 28]، أي: يشرب منها المقربون، وتسنيم من سنام الجمل أي أنها عين منتفخة مثل سنام الجمل، والله أعلم برزقه وفضله سبحانه وتعالى، أي: أن الرحيق الذي آخره مسك ممزوج بعين التسنيم.