نعود إلى موضوع الحوض، فعدد هذه الأكواب والأباريق التي على حوض الكوثر كعدد نجوم السماء، والذين يشربون من الحوض على أربع درجات: فيهم من يشرب بنفسه، يعني: يقوم يقرب من الحوض فيشرب، وإذا شرب ظفر بثلاثة أشياء: أولها: أنه يضمن دخول الجنة، لأن الحوض آخر مرحلة ويوجد أناس سوف يمنعون الشرب من الحوض والعياذ بالله رب العالمين! المرتبة الثانية: مؤمنون من الناس أعلى إيماناً تسقيهم الملائكة، فالملك هو الذي يسقي المؤمن، حتى إن الملائكة تتسارع أيهم يسقيك.
المرتبة الثالثة: وهي أعلى من المرتبتين الأوليين: وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم يسقيهم بنفسه، الرسول هو السقاء، تخيل أنت عندما تشرب الكأس فتضمن بالشربة الأولى أنك من أهل الجنة الشيء الثاني: أنه يشع في وجهك نضرة النعيم، يعني: أن وجهك يتلألأ نوراً، ثالثاً: ينزع من قلبك الحقد والغل والحسد قال تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا} [الحجر:47] وهذه الأخوة الصادقة التي ليس فيها ضغينة ولا حقد، لأن هذا الحقد نار، ولا يوجد في الجنة، والحسد من الشيطان ولا يوجد شيطان في الجنة، والحقد والحسد ألم، ولا يوجد ألم في الجنة، إنما فيه رضا من رب الرضا، اللهم ارض عنا يا رب! المرتبة الرابعة: أصحاب درجات عالية تقوم الملائكة تريد أن تسقيهم، ويقوم الحبيب يريد أن يسقيهم، فيقول الله: يا محمد! يا ملائكتي! دعوني وعبدي هذا، فقد وعدتهم أن أسقيهم أنا بنفسي قال تعالى: {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا} [الإنسان:21] يا أخي! الإنسان يصبر في الدنيا ويتحمل المشاق، ويجاهد في سبيل الله، ويقول الحق لا يخاف في الله لومة لائم لأجل هذا المآل وهذه الثمرة، وهذه النتيجة، فهؤلاء هم الذين يفرحون في الدنيا قبل الآخرة.