الحوض له أركان أربعة، على الركن الأول يقف أبو بكر، وعلى الركن الثاني يقف عمر، وعلى الركن الثالث يقف عثمان، وعلى الركن الرابع يقف علي، وأمام الأربعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فمن حب أبا بكر وأبغض عمر لم يسقه أبو بكر، ومن أحب عمر وكره عثمان لم يسقه عمر، ومن أحب علياً وكره عثمان لم يسقه علي، لابد أن يحب الأربعة، ونحن والحمد لله -أهل السنة- نحب الأربعة الخلفاء والخطر على الشيعة الذين يحبون علياً ويبغضون البقية، والحمد لله أن جعلنا من أهل السنة، ومصر كلها من أهل السنة، فمصر هي الرمانة أو التاج الذي يزين بناء المسلمين، فإن صلحت مصر صلح العالم الإسلامي كله، وإن فسدت مصر تجد الفساد يخرج من مصر، وكل الصلاح يخرج من مصر بفضل الله عز وجل.
جاء صلاح الدين الأيوبي يدخل معركة حطين فأخذ الجيش المصري، وقطز عندما انتصر على التتار كان معه الجيش المصري في المقدمة، هكذا وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيهم سر غريب، ولو اتقى الشعب المصري ربه فحكامه هم الذين ينافقون هذه طبيعة الشعب المصري، وإن رأيته ينام سنوات، فإنه إذا استيقظ لا يقف أمامه واقف، اللهم اشحن الإيمان في قلوب المسلمين في مصر، وفي خارج مصر يا رب العالمين! وليس هذا تعصباً ولكن أنا أحبهم، وليس لأنني منهم؛ ولكن لحب رسول الله لهم، فهوانا في هوى رسول الله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا فتحتم مصر فاتخذوا من شبابها جنوداً أو أجناداً؛ فإنهم خير جنود أو أجنادٍ على وجه الأرض، وهم في رباطٍ إلى يوم القيامة، وإن لنا فيهم ذمة ورحماً) لأن السيدة مارية القبطية مصرية، وأسلمت السيدة مارية القبطية قبل أن تطأ أقدامها أرض المدينة المنورة، فالذمة والرحم اللذان تحدث عنهما سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مصرهما: السيدة مارية القبطية، هذه هي الذمة، والرحم: هي السيدة هاجر أم سيدنا إسماعيل، فهي مصرية أهداها فرعون مصر إلى السيدة سارة أيام أن وطئت أقدامهما الشريفة أرض مصر الطيبة.