ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ويكثر الهرج)، أي: القتل، كم حادثة تقرؤها في الجرائد عن القتل، فرجل قتل امرأته، وآخر قتل أباه، وثالث قتل ابن عمه، وهكذا.
وفي رواية ثانية: (لا يدري القاتل لم قتل، ولا المقتول لم قتل).
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من رفع على أخيه حديدة فقد برئت منه ذمة الله وذمة رسوله) هذا لم يضرب، وإنما رفع فقط، أما الذي يضرب وبالذات الضرب على الوجه، فأمره عظيم، فاحذر أن تضرب امرأتك على وجهها، أو تضرب ابنك على وجهه، أو تضرب العامل الذي عندك على وجهه؛ لأنه في الحديث: (إن الله خلق آدم على صورته، فمن صفع مسلماً - والعياذ بالله - كأنما صفع وجه رب العباد سبحانه).
كان الرسول يؤدب بالسواك، ولم يكن يضرب، فما ضرب بيده امرأة قط، وما ضرب بيده إلا في سبيل الله، في صلى الله عليه وسلم، ولنا فيه أسوة حسنة، وكان يهدد أنساً فيخرج له السواك ويقول: يا أنيس! لولا مخافة القصاص يوم القيامة لأوجعتك ضرباً بهذا السواك، فهذه منتهى قسوة سيدنا الحبيب صلى الله عليه وسلم.