الخيل (صفحة 39)

عل لأم أَصَمّ مُضْمَر الاشعُب كالقَعْب

له بين حَواميه ... نُسور كنَوَى القَسْبِ

معالي شَنِج الانساء سامٍ جُرشُعُ الجَنْبِ

طَوَى بين الشراس ... يف إلى المنقبِ فالقُنبِ

يَبُوض المُلْجِمَ القائد ... ذي جدّ وذي شعْبِ

عَتيدُ الشدِّ والتَقريب والإِحضار والعَقْبِ

رَحيب الجَوْف والشِدقَين والمنخر كالوربِ

صَليتُ الأُذن والكا ... هِل والمَوْقِفِ والعَجْبِ

يَزين الدار مربوطاً ... ويشفي قَرَمَ الركْبِ

وقال رجل من الأنصار في أول الإسلام وتحمل قصيدته على امرئ القيس

الخيرُ ما طلعت شمسٌ وما غربتْ ... معلَّقٌ بنواصي الخيلِ معصوبُ

قد أشهد الغارةَ الشعواءَ تحملني ... جرداءُ معروقَةُ اللحيينِ سُرحوبُ

كأن هاديَها إذ قام مُلْجِمُها ... قَعْوٌ على بكرةٍ زوراءَ منصوبُ

وفي القطاة نُشوز لم يكن حَدَبا ... وفي معاقِدها مسدو تَحَنْيبُ

قباءُ فيها إذا استقبلتَها تَلَعٌ ... للناظرينَ وفي الرجلين تَجْنيبُ

رَقَاقُها ضرمٌ وجريُها خَذَمٌ ... ولَحْمُها زِيَمٌ والبطْنُ مَقْبوبُ

والعين قادحةٌ والرجلُ ضارحةٌ ... واليدُ سابحة واللونُ غربيب

والماء منهمر والشدُّ منحدر ... والقُصْبُ مضطَمر والمتن ملحوب

وقال عمران بن حطان السدوسي

عَرى الركابَ التي قد كان يعملُها ... واختار أجرد صهَّالا له خُصَل

كأنه فلكة في كفّ فارسه ... إذا جرى وهو حامي العقب منسحِل

يمشي بشكته في القوم مشترف ... كأنه قارح بالدور مبتقل

يثني الحبال بجوز شم محزمُه ... منه فلا سَخَفٌ فيه ولا رهَلُ

وحارِك مثل شرخ الكُور مرتَفع ... وليس في صَلبه ضعف ولا عصلُ

طَوْع القياد وأي تقريبه خذمٌ ... أقبُّ كالسَّيْد لا رطلٌ ولا صقَلُ

حتَّى كأن بعَرْشَيُه ومخزمِه ... أَشْطانَ بئر مَتوحٍ غربُها سَجِلُ

وقال بن قيس الرقيات

خَلَعوا أرسُنَ الجيادِ ومَرَّوا ... قارنيها بشاحجات البِغال

كل خَيْفانة محنَّبَة الرجلين عَجْلى خَفيفة في الشَّمالِ

مَرَطَى الشدّ كالعُقاب تدلّت ... بين نِيقَيْن من رؤس الجِبال

وهَزيم أجَشَّ يستَنُّ بالدا ... رِع يومَ النِهاب والأنفالِ

جُرشُع يملأ الحزام كان الجَهد يَدنو أديمه بصقال

وقال النجاشي، يذكر فرس معاوية يوم صفين

ونجى ابن حربٍ سابحٌ ذو عُلالة ... أجشُّ هزيمٌ والرِماح دواِني

إذا قلت أطراف العوالي تنالهُ ... مَرتْهُ به الساقانِ والقدّمان

أمين الشظى عبل الشوى شنج النسا ... كسيد الغضا مستعجل العَسلانِ

كأن ذنابي لبدِهِ خَلف سَرجِه ... من الماء ثَوبا ماتح خَضلانِ

من الأعوجيّات الطِوال كأنه ... على شَرف التقريب شاةُ إِران

أجش هزيم مقبل مدبِر معا ... كتَيس ظباء الحلَّب العَدَوَان

وقال النابغة الجعدي

وجُرد جوانحَ ورد القطا ... يؤائلن من عَنَقٍ مُطنب

خرجن شماطيطَ من غَارة ... بألفٍ تكتبُ أو مقنب

كأن الغبار الذي فوقهنَّ ... صُبحاً دواخن من تنضُب

تلافيتُهنَّ بلا مُقرِف ... بطيءٍ ولا جَذَعٍ جَأنَب

بعاري النواهقِ صلتِ الجبين أجردَ كالصَدَع الأشعبٍ

يقطعُهنَّ بتقريبه ... ويأوي إلى حُضُرٍ مُلهب

وإرخاء سيد إلى هضبة ... يُوائل من بردٍ مُهذبِ

إذا سيقت الخيلُ وسطَ النها ... رِ يضربنَ ضرباً ولم يُضربِ

غدا مَرِحاً طربا قلبُه ... لغبن وأصبح لم يَلغب

فليق النسا حَبِطَ الموقفينِ يستَنُّ كالتيسِ في الحلَّب

مُدل على سلطاتِ النسو ... ر شمّ السنابك لم تقلب

صحيح الفصوص أمين الشظى ... نيام الاباجل لم تَضرِب

كأن تماثيلَ أرساغِه ... رقابُ وُعولٍ لدى مَشرَبِ

كأنَّ حوافرَه مُدبِرا ... خُضبنَ وان كَان لم يخضَب

حجارة غَيلٍ برضراضة ... كُسين طلاءً من الطُحلُبِ

وأوظفة أيد جدلُها ... كأوظفة الفالِج المصعَب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015