الخيل (صفحة 38)

ولها بِركة كجؤجؤ هيقٍ ... ولبانٌ مضرّج بالخضاب

وإذا الملجمون قاموا إليها ... نبذوا الفاس في مشق رُحاب

ولها قُرحة إذا اختلط الليل أضاءت جبينَها كالشهاب

وترى طرفَها حديداً بعيداً ... أعوجيَّا يطنُّ رأس الذُّباب

وترى أُذنها كاعليط مَرخ ... حُرّة في لطافة وانتصاب

وترى مَعقدَ القَلادة منها ... سلساً ذا ذوائبٍ وسباب

في تليل كأنه جذع نخل ... مُتمَهِلٍّ مشذَّب الأكراب

كتفاها كما يشعب قينٌ ... قتباً فوق صَنعة الأقتاب

نهدة الجنب والمراكل ريا ال ... متن والقريين جمع الكِعاب

تعقر الثورَ والظليم وتُلوى ... بلبون الترعيةِ المعزاب

ولها مَنخِر إذا رفّعته ... في المُجاراة مثلُ وجرِ الضِباب

وكأنَّ المزاد فوق الذُّنابى ... مُعصُم ماؤها إلى الأخراب

هَونةٌ في العِناق تهتزُّ فيه ... كاهتزاز القناة تحت العُقاب

أُخذت من مُلهَّبٍ وصَريحٍ ... فصفا عتقُها ومن حَلاّبِ

والرياحيّ وابن وقعةَ والضيفِ ... بقيا نزائعٍ ونِجاب

أفحُل الخيل كُلهنَّ جَوادٌ ... من جِيادٍ عتيقةِ الأنسابِ

وقال المرار بن جندل العدوي

وتبطنتُ مجوداً عازِباً ... واكفَ الكوكبِ ذا نَور ثَمِر

ببعيد قدرُه ذي عُدوة ... صَلتَان من بناتِ المنكَدِر

سائل شمراخُه ذي جُبَب ... سلط السُنبُك ذي رُسغ عَجِر

فهو ورد اللون في ازبئرارِه ... وكُميتُ اللونِ ما لم يز بَئِر

قارحٌ قد فرّ عنه جانبٌ ... ورباعٍ جَانبٌ لم يتَّغر

شندُفٌ أشدف ما ورَّعته ... فإذا طوطئ طَيّار طِمِر

فإذا هِجناه يوماً بادناً ... فحضارٌ كالضرامِ المستعر

ثابت الشدِّ إلى الشدّ كما ... حَفَشَ الوابلَ غيثٌ مُسبكر

بين أفراس تناجَلنَ به ... أحوذي حيث يهوي مستمر

صفة الثعلب أدنى جريِه ... وهو أن يركض فيعفور أشِر

فكأنا كلما نغدو به ... نبكُر اصيد ببازٍ مبتكِر

أو بمريخٍ على شريانة ... حثها الرامي بظهر إن حُشُر

وقال المتوكل الليثي

ولقد شهدتُ الخيلَ يحملُ شكتي ... طرفٌ أجشُّ إذا وَنين هزيمُ

ربذُ القوائم حين يندى عطفهُ ... ويمور من بعد الحميم حمِيم

وكأنّه من ظهر غيبٍ إذ بدا ... يمتلُّ هيقٌ في السَّراب يعومُ

هَزِجٌ إذا ابتلَّ الحزام مُشمرٌ ... نَزقٌ على فاس اللجام أزومُ

طالتُ قوائمه وتمَّ تليلُه ... واعتزَّ سائرُ خلقِه الحيزومُ

صُلْبُ النسور له مَعد مجفرٌ ... سَلِط الضلوع وكاهِلٌ ملموم

من آلِ أعوجَ لأسف منتصفٌ ... صَقِلٌ ولا حَجِنُ اللبانِ دَميمُ

وقال عقبة بن سابق الجرمي

وقد أغْدو بطرف هَيكل ذي ميعةِ سكْبِ

أسيلٍ سَلْجَمِ المُقبلَ ... لا سختٍ ولا جأبِ

طويل طامح الطَرْف إلى مَفْزَعةِ الكلب

مسحّ لا يُواري السعي ... رَ منه عصرُ اللهبِ

مِكرّ سَبِط العَذرة ... ذي عَفْوٍ وذي عَقْب

له ساقا ظليمٍ خا ... ضب فُوجئ بالرُّعْب

ومتنان خَظاتانِ ... كزُحلوق من الهَضْبِ

يهزُّ العُنُقَ الأجْر ... د في مستأمَن الشعب

من الخارك محشوشٍ ... بجنب مُجفَرٍ رَحْب

ترى فاهُ إذا اقبل ... مثل السَلَق الجَدب

نبيل سلجم اللحيين ... صافي اللون كالقُلب

حديد الطَرف والمنكِب ... والعرقوبِ والقَلْبِ

جواد الشد والإحضا ... ر والتقريب والعَقْب

عريض الخدّ والجب ... هةِ والصهوة والجنب

يخدُّ الأرضَ خدَّا ... بصُمُل سلِط وأبِ

صحيح النسر والحا ... فر مثل الغُمر القعب

وأرساغ كأعناق ... ضباع أربع غُلب

وقال يزيد بن ضبة الثقفي والناس يحملونها على ابي دواد.

وأحوى سَلِس المَرْس ... ن مثل الصُدُع الشُعب

سما فوق مُنيفات ... طوالٍ كالقنا سُلْب

طويل العناق عُنْجوج ... أشقُّ أصمَع الكَعْب

سليمٌ نائلٌ أبجلُه في ثُنَنٍ هُلْبِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015